الشفاء الروحي - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٢٥٥
ومن أقسام البخل بالواجبات بخل الشخص بما أوجب الله عليه من زكاة الأبدان وهي المسماة بالفطرة، ووقتها ليلة عيد الفطر ويومه إلى الزوال بعد شهر رمضان، وقيل يوم عيد الفطر إلى الزوال، ويجب على المكلف بها - بعد توفر شرائط وجوبها - ان يخرجها عن نفسه وعن كل من يعول به واجب النفقة كان أم غيره قريبا أم بعيدا مسلما أم كافرا صغيرا أم كبيرا حرا أم عبدا، بل الظاهر الاكتفاء بكونه منضما إلى عياله ولو في وقت يسير كالضيف إذا نزل عليه قبل الهلال وبقي عنده ليلة العيد وان لم يأكل عنده، وهي بسيطة جدا وقدرها عن كل إنسان صاع أي مقدار ثلاث كيلوات تقريبا من حنطة أو شعير أو تمر أو زبيب أو غير ذلك مما هو القوت لغالب الناس ويجزي دفع القيمة من النقود.
والبخل بها مع التمكن عليها يكشف عن عدم المبالاة بالدين نظرا لعدم أهميتها في قلتها.
دليل وجوبها في الكتاب والحديث وإليها بالخصوص يشير القرآن المجيد بقوله عز من قائل: (قد أفلح من تزكى (14) وذكر اسم ربه فصلى ([الأعلى / 15 - 16].
والمراد من قوله: (تزكى (أي أخرج زكاة الفطر، والمراد من قوله (فصلى (أي صلاة العيد على الأظهر، ويؤيد ذلك ان الله يذكر الزكاة في عديد من الآيات بعد ذكر الصلاة أما في هذه السورة فقدم الزكاة على الصلاة وفي ذلك إشارة إلى زكاة الفطرة وصلاة العيد.
(٢٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 ... » »»