الشفاء الروحي - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ١٧٨
وأرض من الناس بما ترضاه لهم من نفسك ولا تقل ما لا تحب أن يقال لك (1)..
ان من أمعن النظر والتدبير في هذا الميزان - الذي ذكره أمير المؤمنين كما ذكره أيضا رسول الله (ص) من قبله وأبناؤه المعصومون من بعده - تيقن ان ليس له مصداق عند عامة الناس إلا ما يقع منهم " ومن بعض خاصة الله ممن اقتدى بهم وقليل ماهم، أما نحن اليوم فليتنا وعسانا ان نكف عن غيرنا شرنا وأذانا ومتى نكف شرنا؟ وها نحن ننبش قبور المعائب لنهتك إخواننا ونفرح بذلك ونسر.
ويأكل بعضنا بعضا عيانا.
وان الذئب يترك لحم ذئب.
القسم الثالث العدل فيما بين الإنسان ونفسه أما القسم الثالث من أداء الحقوق فهو العدل فيما بين الإنسان ونفسه من أداء حقها وعدم ظلمها فإن للنفس على صاحبها حقا يجب القيام به وإلا يكون ظالما لنفسه قبل أن يكون ظالما لغيره، ومن هنا يقول بعض الأدباء:
فإنك ترميها بكل مصيبة.
أأنت صديق أم عدو لنفسه.

(1) راجع الوصية بكاملها مع شرحها في شرح (نهج البلاغة) لابن أبي الحديد ج 4 ص 3 - 49، وهي من أهم الوصايا الجامعة لكافة الحقوق للخالق والمخلوق ومن افصح الكلام وأبلغه في الحكمة العلمية والعملية، وقد ألف في شرحها تفصيلا العلامة الخطيب السيد حسن القبانجي كتابا تجاوز (800) صفحة أسماه (علي والأسس = = التربوية) في شرح الوصية وهو كتاب جليل نفع الله به مؤلفه وقارئه انه سميع مجيب.
(١٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 ... » »»