الشفاء الروحي - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ١٨١
وقد عرف الإحسان باللغة انه الحسن، فمعنى " الحسن " أي فعل الحسن، ضد أساء.
فالحسن يشمل - كما علمت - الواجب في الحقوق كلها وغير الواجب وكله إحسان.
إكثار الله تعالى ذكر الإحسان في القرآن ولذلك أكثر الله ذكر الإحسان في القرآن بمادته في موارد عديدة بحيث ذكره بأكثر من مائتي مرة مشيرا فيها إلى حقوق الخالق والمخلوق والنفس وان فوائده تعود أخيرا للإنسان نفسه قبل غيره.
وحقا ان تعاليم القرآن في الإحسان تشهد بأنه الكتاب الروحي الذي يرتقي به منتهله إلى أعظم مراقي السمو ويعلو به على أي مذهب أخلاقي أو أدبي وإليك بعض تلك الآيات مع الإشارة إلى ما تضمنته من معنى.
شرح بعض آيات الإحسان فمنها قوله تعالى: (وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين ([القصص / 78] فأبان لنا في هذه الآية ان الإحسان هو الواجب الطبيعي للإنسان وان الله كما أحسن إليه بنعمه فعليه ان يحسن هو بعمله لأداء حق الخالق وان لا يفسد في الأرض لأنه تعالى لا يحب المفسدين، إذ الإفساد سئ وصاحبه مبغوض غير محبوب.
ومنها قوله تبارك اسمه: (إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها ([الإسراء / 8] وهذا حق واضح إذ أن المحسنين يشعرون بطمأنينة لا
(١٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 ... » »»