الشفاء الروحي - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ١٣٥
أما الإصلاح وما يترتب عليه من الأجر والفضل فيكفي ما جاء في وصية أمير المؤمنين (ع) للحسنين ليلة وفاته حيث قال لهما: الله الله في الإصلاح فإني سمعت جدكما رسول الله (ص) يقول: إصلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام. ومعنى عامة الصلاة والصيام أما ان يريد به تفضيله للإصلاح بزيادة أجره على مطلق الصلاة والصيام الواجب منهما الذي لابد من أدائه والمستحب، أو يريد تفضيله على المستحب فقط، والأول هو الأظهر لنا والله العالم بمراده.
ثم تأتي الآية الثالثة التي تضمنت النهي عن عدة مساوئ أخلاقية اجتماعية مع علة النهي عنها فيقول تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم (والسخرية هي الاستهزاء والاستخفاف والاستحقار والاستهانة بالآخرين بفعل أو قول أو إشارة، والقوم الجماعة من الرجال دون النساء لقيامهم بالأمور المهمة دونهن، فهذا النص ينهي الرجال أن يسخر بعضهم من بعض ويستهزئ به استخفافا واستحقارا له ثم يذكر الحكمة والعلة لهذا النهي وهي أن هذا الذي تسخر وتستهزئ به ربما هو خير منك عند الله لإيمانه وموالاته لأولياء الله، ومن هنا ورد عن النبي (ص) أنه قال: " لا تستخفوا بفقراء شيعة علي وعترته من بعده فإن الرجل منهم ليشفع يوم القيامة في مثل ربيعة ومضر ".
وجاء في حديث عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله (ع): أن الله عز وجل خلق المؤمنين من نور عظمته وجلال كبريائه فمن طعن
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»