الأسرة وقضايا الزواج - الدكتور علي القائمي - الصفحة ٨٠
نقاشا، حتى لو بلغت المرأة من الثراء حدا يمكنها القيام بذلك، ولذا فليس من حق الرجل أن يمد عينيه إلى ثروة زوجته أو يقرر له حقا فيها أو يأمرها بالمساهمة في الإنفاق على شؤون الأسرة.
وفي مقابل هذا يوصي الإسلام المرأة أن تتكيف مع المستوى المعاشي لزوجها، وأن تنتهج منهجا معتدلا في الإنفاق بما يتوافق مع إمكانات الرجل وأن لا تفعل ما من شأنه أن يدفع بالزوج إلى مضاعفة عمله والإجهاد من أجل تغطيه نفقات البيت أو يدفعه - لا سمح الله - إلى ارتكاب الحرام من أجل ذلك.
وهذه المسألة نراها واضحة جلية في حياة الأزواج من الشباب، فمن أجل إثبات حبهم يتمسكون بهذا الجانب دون رعاية لوضعهم الاقتصادي.
وفي البحث عن الأسباب التي تؤدي إلى النزاعات ذات الصبغة المادية، والتي غالبا ما تؤدي إلى شل الحياة المشتركة أو التفكير بالانفصال، يمكن الإشارة إلى ما يلي:
1 - الوعود الكاذبة:
لقد أشرنا فيما مضى إلى أن بعض الزيجات تنهض على أساس خاطئ حيث يكون الهدف - مثلا - كسب الثراء والتمتع بأملاك الطرف الآخر.
ومن أجل هذا يقوم البعض بدور الثري ويحاول من خلال ذلك النفوذ إلى قلب الفتاة وأهلها، وبالتالي موافقتهم على الزواج على أساس بعض الوعود، ثم سرعان ما تظهر الحقيقة كاملة ولكن بعد فوات الأوان وحينها ينشب النزاع.
وقد يحصل ذلك حتى بعد الزواج حيث تشترط الزوجة ذلك، فيقوم الزوج، ومن أجل إثبات حبه لها، بإطلاق الوعود الذهبية التي لا تجد لها في أرض الواقع مكانا مما يؤدي بالزوجين إلى النزاع.
2 - الكماليات:
من أسباب النزاع في الحياة الزوجية بل وحتى الوقوع في الحرام،
(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»