الأسرة وقضايا الزواج - الدكتور علي القائمي - الصفحة ٨١
خاصة لدى الرجال، هي كماليات المرأة، ذلك أن إنفاق الزوجة في هذا المضمار لا يكاد ينتهي بل إنه قد يسجل خطا بيانيا متصاعدا بمرور الأيام، مما يزيد في أعباء الرجل وإرهاقه بالطلبات المستمرة، الأمر الذي يؤدي به في بعض الحالات إلى أن يمد يده إلى الحرام، وهي بداية انهيار الرجل وسقوطه، وبالتالي سقوط وانهيار الأسرة في النهاية.
إن اعتدال المرأة في الإنفاق والحد من شراء الكماليات هو دليل على حسن نواياها تجاه زوجها وأبنائها، الأمر الذي يهيئ جوا من الصفاء الروحي والسعادة.
نعم، إن المال يحل العديد من المشاكل ويطفئ الكثير من الرغبات الملتهبة، ولكنه عاجز عن أن يهب الروح ذلك الشعور الهادئ بالطمأنينة والسلام.
3 - هاجس المادة:
قد ينشب النزاع أحيانا بسبب هاجس الحياة المادية، فقد يشعر البعض لدى سماعهم أو مشاهدتهم حياة الآخرين بالحقارة فيسعى، ومن أجل التنفيس عن عقدته تلك، إلى تفجير الوضع مع زوجه، أو ربما يجنح الخيال ببعضهم فيصور أنه قد خسر في زواجه الكثير، وأنه قد تحطم، ولذا يسعى إلى الانتقام من خلال النزاع مع شريك حياته، وأنه بذلك سيسترد كل ما قد خسره غافلا عن أن النزاع سيأتي على البقية من عمره، فمسلسل النزاع لا ينتهي، وإذا انتهى فإلى الطلاق والانهيار الشامل للوجود العائلي.
4 - المظاهر الفارغة:
يعصف النزاع في بعض الأحيان بسبب المظاهر الفارغة التي تنشأ عادة عن التنافس وهاجس التقدم والتحرك في ضوء ما تفرضه الموديلات الحديثة، والخوف من التخلف في هذا الميدان!.
فمثلا يسعى أحدهم لشراء ساعة جميلة، ذلك أن ساعته تبدو قديمة في مقياس موضة اليوم.
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»