بالرسول هو صراط حفظ الصلة بالله فمن آذى الرسول فقد آذى الله، ومن أطاع الرسول فقد أطاع الله.
ولأن المنافقين في كل عصر يعملون من أجل تدمير الدعوة من داخلها، فإن الدعوة الإلهية الخاتمة فتحت بين حركة النفاق وبين حركة الإيمان، لتصحيح الساحة بعد هذا الفتح من طرفين، لكل طرف أعلامه ومذاقه، لتسير القافلة وهي على بينة من أمرها، لينظر الله إلى عباده كيف يعملون، وهذا الفتح يرى بوضوح إذا تدبر الباحث في الأحاديث المروية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومنها ما روي عن علي بن أبي طالب أنه قال: " والذي خلق الحبة وبرأ النسمة، إنه لعهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلي أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق " (1)، وما روي عن أبي ذر أنه قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي: يا علي من فارقني فارق الله، ومن فارقك يا علي فارقني " (2)، وما روي عن عبيد الله بن عباس قال: " نظر النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى علي فقال: يا علي، أنت سيد في الدنيا، وسيد في الآخرة، حبيبك حبيبي، وحبيبي حبيب الله، وعدوك عدوي، وعدوي عدو الله، الويل لمن أبغضك بعدي " (3).
وما روي عن أسرة عمار بن ياسر، فعن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه عن جده أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " أوصي من آمن بي وصدقني بولاية علي بن أبي طالب، فمن تولاه فقد تولاني، ومن تولاني فقد تولى الله، ومن أحبه فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله، ومن أبغضه فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله عز وجل " (4)، وعنه أيضا .