واستقر بي النوى - السيد محمد بن حمود العمدي - الصفحة ٣٨
والجواب عن الأول (1): أنا نختار أن الإمام لطف لا يقوم غيره مقامه، كالمعرفة بالله تعالى; فإنها لا يقوم غيرها مقامها، والدليل على ما قلناه أن العقلاء في سائر البلدان والأزمان يلتجؤون في دفع المفاسد إلى نصب الرؤساء دون غيره، ولو كان له بدل لالتجؤوا إليه في وقت من الأوقات أو بلد من البلدان.
وعن الثاني (2): أن وجوه القبح والمفاسد معلومة محصورة لنا، وذلك لأنا مكلفون باجتنابها، والتكليف بالشئ من دون العلم به محال، وإلا لزم تكليف ما لا يطاق، ولا شئ من تلك المفاسد موجودة في الإمامة.
وفي هذا الجواب نظر (3): فإنه إنما يصلح جوابا لمن قال بوجوبها على الخلق " كأبي الحسين " (4)، لا لمن قال بوجوبها على الله تعالى كأصحابنا، فإنه إنما يجب عليه تعالى أن يعرفنا المفاسد إذا كانت من أفعالنا أو من لوازم

١) وهو الإشكال على (لطفية الإمامة) بأنها لا تجب إذ أن غيرها يمكن أن يقوم مقامها.
٢) وهو الإشكال ب‍: " لم لا يجوز استعمال الإمامة على وجه قبح لا يعلمونه ".
٣) هذا النظر للسيوري شارح متن " نهج المسترشدين ".
٤) أبو الحسين عبد الرحيم بن محمد بن عثمان الخياط (م - ٣١١) شيخ المعتزلة البغداديين من نظراء الجبائي، كان من بحور العلم، ترجم له " القاضي عبد الجبار " في " فضل الاعتزال " وقال: " كان عالما فاضلا من أصحاب جعفر] بن مبشر الثقفي المتكلم [وله كتب كثيرة في النقوض على ابن الراوندي وغيره، من أشهر كتبه " الإنتصار " رد فيه على كتاب " فضيحة المعتزلة " لابن الراوندي، وله آراء شنيعة في حق الشيعة. أنظر ترجمته في: سير أعلام النبلاء:
١٤
/ ٢٢٠، الأعلام: ٣ / 347، بحوث في الملل والنحل: 3 / 284.
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 43 44 ... » »»
الفهرست