هبة السماء ، رحلتي من المسيحية إلى الإسلام - علي الشيخ - الصفحة ٢٠٦
) *. فإن المؤمن يلتذ بالموت ولا سيما إذا كان قتلا في سبيل الله، ولكننا نرى المسيح (عليه السلام) (ابن الله) يجزع منه حتى الموت.
وما هذا إلا غيض من فيض ومن شاء التعرف أكثر على شخصية المسيح (عليه السلام في الأناجيل، فليطالع العهد الجديد ليرى ما وصفت به المسيح (عليه السلام) من تناقضات في شخصيته، وفي الواقع فإن القرآن الكريم هو الذي أجلى الحقيقة عن شخصية هذا النبي العظيم.
فالقرآن نزه ساحة عيسى المسيح (عليه السلام) عن كل شائبة ونقص، فقد صور لنا المسيح (عليه السلام) نبيا ورسولا مباركا وديعا بارا، لا جبارا ولا شقيا، وعبدا موحدا خاضعا لله، وغير مدع لشئ غير معقول من ألوهية أو اتحاد أو حلول، ثم نجده في القرآن عزيزا محترما مرفوعا إلى السماء مصانا بالعزة الإلهية، وأنه روح الله وكلمته وصنيعه، ومستودع أسراره وحكمته.
وعلى العكس من ذلك نرى المسيح (عليه السلام) في العهد الجديد، رجلا صانع للخمر وشريب لها (1) عاقا لأمه قاطعا ومفرقا للرحم، مسرف يستأنس بمسح الامرأة الأجنبية (الخاطئة) لقدميه وتقبيلها وتدهينها بالطيب الغالي الثمن، وأيضا أنه ملعون لأنه مصلوب على خشبة، ويلصقون به الألوهية عنوة، فهو الله وابن الله، وغيرها من

(1) أنظر: إنجيل متي: 11: 18 - 20 لأنه جاء يوحنا لا يأكل ولا يشرب فيقولون فيه شيطان. وجاء ابن الإنسان يأكل ويشرب فيقولون هو ذا إنسان أكول وشريب خمر، محب للعشارين والخطاة.
(٢٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 204 205 206 207 209 210 211 212 ... » »»
الفهرست