هبة السماء ، رحلتي من المسيحية إلى الإسلام - علي الشيخ - الصفحة ١٤٨
ربحنا في هذه الرحلة ما لم نربحه من أربعين سنة ببركة محمد (1).
ففرحت خديجة (رضي الله عنها) عندما سمعت ذلك من الغلام، وكانت خديجة من خيرة نساء قريش شرفا، وأكثرهن مالا، وأحسنهن جمالا، وأقواهن عقلا وفهما، وكانت تدعى في الجاهلية بالطاهرة لشدة عفتها، ولمكانتها الرفيعة كان أشراف قريش كلهم حريصين على الاقتران بها (إذ أنها لم يكن لها زوج وقد بلغت الأربعين من عمرها كما تذكر كتب التاريخ) وكانوا يقدمون لها العروض المغرية، ولكنها كانت ترفضهم الواحد بعد الآخر، ولكن بعد ما سمعت ورأت من صفات وأخلاق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعثت إليه (صلى الله عليه وآله وسلم) وقالت له: يا بن عم أني قد رغبت فيك لقرابتك وشرفك في قومك وأمانتك وحسن خلقك وصدق حديثك، وعرضت عليه الزواج منها، فجاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عمه أبا طالب وأخبره بأنه يريد الزواج من خديجة، ففرح عمه بذلك، فقصد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مع نفر من أعمامه يتقدمهم أبو طالب طالبا خديجة للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وكان والدها قد توفي، فخطبها عمه أبو طالب من عمها (عمر بن أسد) وخطب أبو طالب خطبته وقال:
الحمد لله الذي جعلنا من زرع إبراهيم (عليه السلام) وذرية إسماعيل (عليه السلام) وجعل لنا بيتا محجوبا، وحرما آمنا وجعلنا الحكام

(١٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 ... » »»
الفهرست