هبة السماء ، رحلتي من المسيحية إلى الإسلام - علي الشيخ - الصفحة ١٣٦
فهو كاذب، وهو ما تعلمته من الكنيسة منذ الطفولة، وأما ما يتعلق بشخص النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فكنت منذ الصغر أسمع ما يصفه به الكبار من أوصاف خلال جلساتهم وأحاديثهم، فكانوا يعتبرونه رجلا خشنا ظهر من شبه الجزيرة العربية، ونشر دعوته بالقوة وشن الحروب وسفك الدماء فقد كان يدعو إلى الحرب والقتال لا إلى السلام والمحبة كالمسيح (عليه السلام)، والكثير من الأوصاف التي لا أجرؤ على ذكرها، وكذلك القرآن الكريم، فإن والدي - كما ذكرت أول البحث - كان يقول أنه من كتابة وتأليف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نفسه وليس كتابا مقدسا كالإنجيل.
وأما تعاليمه وشريعته، فهي كما يعتقد المسيحيون مجرد أعمال وأفعال بدنية متعبة ومرهقة لا معنى لها ولا نفع فيها، وأعتقد أن هذه الأفكار يحملها أكثر المسيحيين، أن لم نقل جميعهم، ولكن ومن خلال البحث والمطالعة، اكتشفت الخطأ الجسيم والصورة الزائفة التي كنت أرسمها في ذهني عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والقرآن والشريعة الإسلامية، فالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن خلال ما ينقله التاريخ والمؤرخون كان من أشرف الناس نسبا، وأحسنهم أدبا وخلقا، وأعظمهم شأنا، وأوسعهم رحمة ولطفا، وأصبرهم على المصائب والمحن، والقرآن الكريم أيضا اتضح أنه في الواقع الكتاب الإلهي الوحيد من الكتب السماوية التي لم تصل يد التحريف إليه، وفيه من التعاليم والإرشادات والمعارف الراقية ما يبهر العقول والقلوب، فالنفس الإلهي فهي واضح وجلي بل
(١٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 129 130 131 133 135 136 137 139 140 141 142 ... » »»
الفهرست