هبة السماء ، رحلتي من المسيحية إلى الإسلام - علي الشيخ - الصفحة ١٤٥
والقحط التي مات الناس فيها جوعا تحرم أولادها القوت وتطعمه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
ولما بلغ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الثانية عشرة من عمره الشريف، اصطحبه معه أبو طالب في سفره التجاري إلى الشام، ولما وصل إلى منطقة تدعى بصرى، وقعت حادثة أدت إلى أن يرجع أبو طالب إلى مكة مع ابن أخيه قبل أن يصلا إلى الشام، وتلك الحادثة تنقلها كتب التاريخ بتفصيل، ونحن ننقلها هنا باختصار:
لما نزل الركب (بصرى) من أرض الشام، وبها راهب يقال له بحيرا في صومعة له، وكان ذا علم من أهل النصرانية، وينقل أنه كان قد انتهى علم الكتاب إليه، إذ توارثه كابر عن كابر، عن أوصياء عيسى (عليه السلام) فلما نزلوا، وكانت القوافل التجارية لقريش كثيرا ما تمر من هذا المكان فلا يكلمهم الراهب بشئ، ولكنه في هذه المرة، عندما رأى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عليه غمامة تظله من بين القوم، صنع لهم طعاما ودعاهم إليه، فقال رجل منهم للراهب أن اليوم لك شأنا، ما كنت تصنع هذا بنا وكنا نمر عليك كثيرا، فقال الراهب: صدقت ولكنكم ضيف وأحببت أن أكرمكم، ولما جاءوا إلى الصومعة، جعل بحيرا الراهب يلحظ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لحظا شديدا، وينظر إلى أشياء من جسده كان يجدها عنده من صفته، فلما تفرقوا، أنفرد الراهب بالنبي (صلى الله عليه و آله وسلم) وسأله عن أشياء في حاله، في يقظته ونومه، فأخبره
(١٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 ... » »»
الفهرست