على الناس، وبارك لنا في بلدنا الذي نحن فيه، وأن ابن أخي محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يوازن برجل من قريش إلا رجح عليه، ولا يقاس بأحد إلا كان أعظم منه، وإن كان في المال قل، فإن المال رزق حائل وظل زائل وله في خديجة رغبة، ولها فيه رغبة، وصداق ما سألتموه عاجله من مالي، وله والله خطب عظيم ونبأ شائع (1). فتزوج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من خديجة وهو ابن الخامسة والعشرين من عمره الشريف، وكانت خديجة خير سند ومعين للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل دعوته وبعدها، فإنها قدمت كل ما تملك للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقالت له بيتي بيتك وأنا جاريتك، ويتضح من خلال سيرتها أنها كان قمة في الأخلاق والوفاء والتضحية، وكان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يجل قدرها، ويعظم منزلتها، إذ أنه لم يتزوج عليها غيرها حتى رحلت إلى الرفيق الأعلى وفاء واحتراما لها، والأحاديث في فضلها ومنزلتها التي تنقل عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كثيرة.
وقد أنجبت له (صلى الله عليه وآله وسلم) ستة أولاد: ولدان، وأربع بنات وهم:
القاسم (وقد كني به (صلى الله عليه وآله وسلم)) و عبد الله اللذان كان يدعيان أيضا ب الطاهر والطيب وأربع بنات هن: رقية، زينب، أم كلثوم، وفاطمة (عليها السلام)، وأما الذكور من أولاده (صلى الله عليه وآله وسلم) فماتوا قبل البعثة،