هبة السماء ، رحلتي من المسيحية إلى الإسلام - علي الشيخ - الصفحة ١٤٤
أن لابني هذا شأنا، ولكن طواغيت وجبابرة مكة لم تكن تعلم يومئذ ما تخبئه الأيام القادمة من أمر يتيم عبد المطلب هذا...
ولم يدم هذا الحنان والعطف الذي أحاطه به جده (عبد المطلب) كثيرا، إذ أن الموت، سنة الله في خلقه، نزل به ولم يكمل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الثامنة من عمره، واعتصر قلب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ألما وحزنا على فراق جده العطوف، الذي كان بلسما لجراحات يتمه، وأوصى به جده حين وفاته ابنه (أبا طالب) عم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي كان أخا لعبد الله والد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من أم واحدة، فتكفله أبو طالب، وشمله برعايته وعطفه، فكان خير كفيل له في صغره، وخير ناصر ومعين عندما أحتاج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الأنصار لنشر دعوته، وكان أبو طالب معروفا بين أهل مكة بجوده وكرمه، فهو سيد بني هاشم، ومع أنه كان فقيرا فقد خضع له القريب والبعيد.
وقد جاء عن وصي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنه قال: إن أبي ساد الناس فقيرا، وما ساد فقير قبله (1)، وكانت زوجة أبي طالب أيضا تشمله برعايتها الخاصة، وتحرص عليه أكثر من أولادها، ويمكن القول بأن أبا طالب وزوجته فاطمة بنت أسد استطاعا أن ينسيا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مرارة اليتم، بالرعاية التي أحاطاه بها، وتنقل كتب التاريخ أن فاطمة بنت أسد كانت في سني الجدب

(1) سيرة المصطفى 49.
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 ... » »»
الفهرست