هبة السماء ، رحلتي من المسيحية إلى الإسلام - علي الشيخ - الصفحة ١٤٢
النساء اللاتي يعشن في البادية، لينشأ الطفل في تلك البيئة (المعروفة بحسن مناخها وعذوبة مائها، وفصاحتها) وهو ذو بنية قوية، فصيح اللسان، فالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يرضع من أمه إلا ثلاثة أيام، ثم نالت شرف إرضاعه امرأتان:
أولا: ثويبة: مولاة (أبي لهب) فقد أرضعته لفترة أربعة أشهر فقط، وكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقدر عملها هذا حتى آخر لحظات حياتها، فكان يكرمها كثيرا لعملها هذا.
ثانيا: حليمة السعدية التي كانت من قبيلة سعد بن بكر بن هوازن، وكانت مراضع بني سعد مشهورات بهذا الأمر بين العرب، وكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد تجاوز شهره الرابع لما قدمت نساء من بني سعد إلى مكة، وكانت هذه القبيلة تسكن أطراف مكة، وكانت نساء هذه القبيلة يأتين كل عام في موسم خاص يلتمسن الرضعاء ويذهبن بهن إلى البادية، وقد دفع جد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (عبد المطلب) حفيده إلى حليمة السعدية، وبقي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في بني سعد خمس سنوات وفي بعض الكتب أربع سنوات، ثم أرجعته إلى أمه آمنة بنت وهب، ويذكر المؤرخون بعض المعاجز للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في هذه الفترة أيضا (1).
وتذكر حليمة أن الخير والبركة حلا بحلول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في دارها،

(١) راجع السيرة الحلبية ١ / 90، سيرة المصطفى (هاشم معروف الحسني):
ص 43، وغيرها.
(١٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 136 137 139 140 141 142 143 144 145 146 147 ... » »»
الفهرست