هبة السماء ، رحلتي من المسيحية إلى الإسلام - علي الشيخ - الصفحة ١٢٨
صرحوا بأن هذه العقيدة هي وحي ألهي وفوق الادراك البشري، فهي سر من أسرار الله لا يكشف إلا لمن امتلأ بالروح القدس، ولكننا رأينا من خلال البحث أن هذه العقيدة ليست وحيا إلهيا بل هي من اختراع الأب أثناسيوس أوائل القرن الرابع الميلادي، أضافة إلى كل هذا فإن العهد الجديد يصف المسيح الإله بأنه ضعيف ومهزوز، فهو يتوسل إلى (الأب) لتعبر عنه هذه الكأس (كأس الموت)، ولكن عندما لم يستجب له (الأب) عاتبه قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة لأنه تركه، فيصرخ بصوت عظيم بعد صلبه وقبل موته إلهي إلهي لماذا شبقتني، أي إلهي إلهي لماذا تركتني (متي: 27 - 46)، وقد رأينا في حياتنا من هو مؤمن عادي يتقبل الموت والشهادة بكل أنس وشوق ويتلذذ بهذا الموت لأنه محب لله الذي سوف يلاقيه، فهل يعقل أن المسيح (عليه السلام) روح الله وكلمته ونبيه ورسوله يعاتب الله الرحيم لأنه أسلمه للموت والشهادة!!
فهذه المسائل وغيرها الكثير تدفع بالانسان المنصف إلى اليقين بأن هذه الأناجيل والأسفار هي قصص ونتاجات البشر، ذكر فيها قصة المسيح (عليه السلام) كما يؤكد لنا لوقا نفسه في بداية إنجيله حيث يقول: إذا كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا، رأيت أنا أيضا إذ قد تتبعت كل شئ من الأول أن أكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاوفيلس (لو: 1: 3)..
(١٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 125 126 127 128 129 130 131 133 135 ... » »»
الفهرست