ويعتمدون في أرزاقهم عليه..
إلا أن العثمانيين بإعلانهم مؤسسة شيخ الإسلام قد حكروا الدين في دائرة هذه المؤسسة التي منحت الشرعية وفق مذهب الأحناف الذي تبنته الدولة العثمانية بينما أخرجت المذاهب والاتجاهات الأخرى من دائرة الحماية الحكومية لتتحول إلى أنشطة فقيهة أهلية لا تملك القدرة على التأثير في الجماهير والانتشار على ساحة الواقع بل أصبحت محل رصد السلطة وتحيط بها الشبهات وتوضع أمامها العراقيل.. (124) وتحول الفقهاء إلى موظفين في الدولة فأصبحوا ينتظرون تعليماتها وينطقون بلسانها ويفتون لصالحها..
ومن باب حماية هذه المراكز الوظيفية والامتيازات التي ترتبط بها اتخذ فقهاء الدولة موقف العداء الصريح من الفقهاء والأنشطة والتيارات التي لا تخضع لهم وتنازعهم دورهم وتهدد نفوذهم وتوقع بينهم وبين الحاكم...
وبداية من هذه الفترة ظهرت طبقتان من الفقهاء:
طبقة حكومية.
وطبقة شعبية.
وبين الطبقتين صراع قائم ومستمر كثيرا ما يسهم الحاكم في زيادة حدته من باب سياسة فرق تسد ومن باب شغل الجميع ببعضهم..
ولقد استقبل الفقهاء العثمانيين كفاتحين مسلمين جاءوا لتحريرهم من استعمار المماليك واعترفوا بهم كخلفاء شرعيين.
يقول ابن العماد عن سليم الأول العثماني: هو من بيت رفع الله على قواعده فسطاط السلطنة الإسلامية، ومن قوم أبرز الله تعالى لهم ما ادخره من الاستيلاء على المدائن الايمانية رفعوا عماد الإسلام وأعلوا مناره وتواصوا باتباع السنة المطهرة وعرفوا للشرع الشريف مقداره وصاحب الترجمة منهم - أي سليم - هو الذي ملك بلاد العرب واستخلصها من أيدي