مدافع الفقهاء ، التطرف بين فقهاء السلف وفقهاء الخلف - صالح الورداني - الصفحة ٣٩
الجراكسة - المماليك - بعد ما شتت جمعهم... (125) ويقول الشيخ مرعي الحنبلي مثنيا على سليم الأول لتصديه لإسماعيل الصفوي الشيعي مؤسس الدولة الصفوية في إيران: وفي أيامه تزايد ظهور شأن إسماعيل شاه واستولى على سائر ملوك العجم وقتل العلماء وأحرق كتبهم ونبش قبور المشايخ من أهل السنة، فلما بلغ السلطان سليم ذلك تحركت همته لقتاله وعد ذلك من أفضل الجهاد.. (126) وعندما دخل سليم الأول حلب وحضر صلاة الجمعة فيها خطب الخطيب باسمه ونعته بخادم الحرمين الشريفين فسجد لله شكرا ثم ارتحل إلى الشام وأمر بعمارة قبة على الشيخ محي الدين بن عربي بصالحية دمشق.. (127) وعندما دخل سليم الأول مصر ودانت له استقبله الفقهاء والقضاة فقام بتولية الأربع وهم كمال الدين الشافعي ونور الدين علي الطرابلسي الحنفي والدميري المالكي وشهاب الدين بن النجار الحنبلي... (128) وكان القاضي بن ظهيره الشافعي قاضي مكة قد حبس بمصر بأمر من السلطان الغوري ثم أطلقه طومان باي بعد مصرع الغوري في وقعة مرج دابق، ولما جاء سليم الأول مصر جاء إليه بن ظهيره فأكرمه وعظمه وخلع عليه وجهزه إلى مكة معززا مكرما مع الإحسان إليه وجعله نائبه في تفريق الصدقات السليمية.. (129) ولما دخل السلطان سليم الأول إلي مدينة تبريز لقتال شاه إسماعيل الصفوي أخذ معه إلى بلاد الروم الفقيه ظهير الدين الأردبيلي الحنفي الشهير بقاضي زاده وعين له كل يوم ثمانين درهما.. (130) وفي سنة (956 ه‍) جلس المولى عبد الكريم الملقب بمفتي شيخ الرومي الحنفي بقسطنطينية مشتغلا بالارشاد والفقه حتى أتقن مسائلة وعين له السلطان سليمان كل يوم مائة عثماني

(123) حسن المحاضرة..
(124) تحقق للمذهب الحنفي أول انتشار عالمي في تاريخه على أيدي العثمانيين إذ أصبح المذهب الرسمي لكثير من الدول حتى اليوم، ولا زال المذهب الرسمي للأزهر.
(125) شذرات الذهب في أخبار من ذهب لابن العماد الحنبلي ج‍ 8 / 143 أحداث عام 926 ه‍..
(126) شذرات الذهب ج‍ 8 / 144. أحداث عام 926 ه‍..
(127) المراجع السابق ص‍ 145.. ويذكر أن سليم الأول كان قد استصدر فتوى من الفقهاء تبيح له غزو مصر ومحاربة المسلمين. كما أن سليم الثاني استصدر فتوى عام 1570 م تبيح له نقض العهود والمواثيق مع أهل البندقية والعدوان عليهم..
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»
الفهرست