بحكم خروجه على الإمام الأول وحسب نص الحديث.. (136) ثم استولى آل سعود على الحرمين وأخضعوهما لسياستهم وبارك الفقهاء هذا الوضع رغم ما يحمل من نتائج سلبية تنعكس على ممارسة الشعائر في هذين المكانين حيث أخضع الوهابيون الحرمين لأفكارهم الحنبلية المتشددة ومنعوا أية ممارسات ترتبط بالمذاهب الأخرى خاصة فيما يتعلق بزيارة قبر الرسول وآثار النبي وآل البيت.. (137) وقد أكثر الفقهاء من البكاء والعويل على دولة الخلافة الزائلة وإنزال اللعنات على مصطفى كمال أتاتورك والحكم بكفره، ثم ما لبثوا أن وجدوا بديلا يعطي بلا حساب فاتجهوا نحوه بقلوبهم وألسنتهم وهو الحكم السعودي، فهو من منظورهم الحكم الوحيد الباقي على وجه الأرض الذي يرفع راية الإسلام ويطبق شرع الله.. (138) والحق أن نظام الحكم السعودي ليس إلا امتدادا للحكم الأموي والعباسي والأيوبي والمملوكي والعثماني والإسلام عنده ليس سوى شعار والشرع عنده خاص بالرعية.. (139) - الأزهر والحكام:
ومع بداية ضعف الدولة العثمانية واستقلال الولايات التابعة لها عنها بدأت المؤسسات الدينية في تلك الولايات في الاستقلال عن المؤسسة الأم في الآستانة.
وقامت الحكومات في تلك الولايات خاصة في مصر والشام بدعم المؤسسة الدينية فيها بهدف تطويق نظام الخلافة العثمانية من هنا برز دور الأزهر كمؤسسة دينية استثمرتها الحكومات في إضفاء المشروعية على نظام الحكم في مصر، بل أن هذه المؤسسة أسهمت بدور كبير في محاولة نقل مقر الخلافة الإسلامية إلى مصر وتنصيب فؤاد الأول خليفة للمسلمين وذلك بعد إعلان سقوط الدولة