مدافع الفقهاء ، التطرف بين فقهاء السلف وفقهاء الخلف - صالح الورداني - الصفحة ٤١
بحكم خروجه على الإمام الأول وحسب نص الحديث.. (136) ثم استولى آل سعود على الحرمين وأخضعوهما لسياستهم وبارك الفقهاء هذا الوضع رغم ما يحمل من نتائج سلبية تنعكس على ممارسة الشعائر في هذين المكانين حيث أخضع الوهابيون الحرمين لأفكارهم الحنبلية المتشددة ومنعوا أية ممارسات ترتبط بالمذاهب الأخرى خاصة فيما يتعلق بزيارة قبر الرسول وآثار النبي وآل البيت.. (137) وقد أكثر الفقهاء من البكاء والعويل على دولة الخلافة الزائلة وإنزال اللعنات على مصطفى كمال أتاتورك والحكم بكفره، ثم ما لبثوا أن وجدوا بديلا يعطي بلا حساب فاتجهوا نحوه بقلوبهم وألسنتهم وهو الحكم السعودي، فهو من منظورهم الحكم الوحيد الباقي على وجه الأرض الذي يرفع راية الإسلام ويطبق شرع الله.. (138) والحق أن نظام الحكم السعودي ليس إلا امتدادا للحكم الأموي والعباسي والأيوبي والمملوكي والعثماني والإسلام عنده ليس سوى شعار والشرع عنده خاص بالرعية.. (139) - الأزهر والحكام:
ومع بداية ضعف الدولة العثمانية واستقلال الولايات التابعة لها عنها بدأت المؤسسات الدينية في تلك الولايات في الاستقلال عن المؤسسة الأم في الآستانة.
وقامت الحكومات في تلك الولايات خاصة في مصر والشام بدعم المؤسسة الدينية فيها بهدف تطويق نظام الخلافة العثمانية من هنا برز دور الأزهر كمؤسسة دينية استثمرتها الحكومات في إضفاء المشروعية على نظام الحكم في مصر، بل أن هذه المؤسسة أسهمت بدور كبير في محاولة نقل مقر الخلافة الإسلامية إلى مصر وتنصيب فؤاد الأول خليفة للمسلمين وذلك بعد إعلان سقوط الدولة

(135) أنظر نصوص الفقهاء في الحكام فيما بعد. وانظر فصل مدافع ابن حنبل..
(136) هناك رواية شهيرة حول هذه القضية تقول: إذ بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما.. انظر مسلم كتاب الإمارة. وانظر كتب السنن. وانظر نصوص الفقهاء حول الحكام. ويلاحظ هنا أن آل سعود لا ينتمون إلى قريش بل إلى نجد..
(137) أنظر مدافع ابن عبد الوهاب وابن باز، وقد دمر الوهابيون آثار الرسول (ص) في مكة وقاموا بسد غار حراء وهدموا قبور آل البيت في البقيع وعزلوا المقبرة عن الناس. كذلك باعدوا بين الناس وبين قبر الرسول (ص).
(138) أنظر لنا كتاب فقهاء النفط، وكتاب ابن باز فقيه آل سعود.
(139) أنظر المرجعين السابقين..
(140) أنظر بيان شيخ الأزهر محمد مأمون الشناوي في عيد ميلاد الملك فاروق وهو بيان يحمل المدح والثناء والتبجيل لفاروق ووالده والعائلة الحاكمة. ومن بين نصوص البيان قوله: وقد استجاب الله دعاء هذا الشعب المخلص لجلالته الوفي لعرشه. فتحققت للبلاد أمانيها واستكملت استقلالها وهبت نشطة بفضل توجيه الفاروق العظيم. انظر مجلة الأزهر أعداد رمضان وجمادى الأولى عام 1368 ه‍. واحتفل الأزهر أيضا بعيد جلوس فاروق على العرش الموافق 6 / 5 / 1949 وكذلك ذكرى رحيل الملك فؤاد. انظر إعداد الأزهر في تلك الفترة.
(٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 ... » »»
الفهرست