بن الحسين "، إذا بنو أمية ينفذون أمر الله والله يريد استئصال آل بيت محمد (كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا) (الكهف / 5)، ثم يتمادى في كفره وطغيانه فيأمر بقتل زين العابدين عليه السلام لأنه منهم، أي من أهل البيت عالم بفقههم ورؤيتهم، وناطق بالحق، فمن قتل هم الناس ومن أجرم هم الناس وهم الذين يستحقون العقاب. وها هي عقيلة آل البيت تفدي الإمام السجاد بنفسها فيخجل هذا الفرعون من نفسه، فيأمر بالكف عن زين العابدين.
وفي الكوفة أيضا برز دور حرائر آل البيت، فها هي أم كلثوم بنت أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام تخاطب المتخاذلين عن نصرة الإمام الحسين عليه السلام وقد رأت دموع التماسيح في أعينهم، فأومأت إلى الناس أن اسكتوا، فلما سكنت الأنفاس وهدأت الأجراس قالت بعد حمد الله والصلاة على رسوله: " أما بعد يا أهل الكوفة، ويا أهل الختل والغدر والخذل والمكر، ألا فلا رقأت العبرة ولا هدأت الزفرة، إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون إيمانكم دخلا بينكم، هل فيكم إلا الصلف والعجب والشنف والكذب وملق الإماء وغمر الأعداء كمرعى على دمنة أو كفضة على ملحودة، ألا بئس ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون. أتبكون أخي؟، أجل والله، فابكوا كثيرا واضحكوا قليلا فقد بليتم بعارها ومنيتم بشنارها ولن ترخصوها أبدا وأنى ترخصون قتل سليل خاتم النبوة ومعدن الرسالة وسيد شباب أهل الجنة وملاذ حربكم ومعاذ حزبكم ومقر سلمكم ومفزع نازلتكم والمرجع إليه عند مقالتكم ومنار حجتكم، ألا ساء ما قدمتم لأنفسكم وساء ما تزرون ليوم بعثكم