عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد - صالح الورداني - الصفحة ٦٠
ويدافع ابن تيمية عن الاتهامات التي وجهت لأهل السنة والألقاب التي وضعها أصحاب الاتجاهات عليهم بقوله: فكانت كل طائفة من هذه الطوائف تلقب أهل السنة بما برأهم الله من ألقاب التشنيع والسخرية.. إما لجهلهم بالحق حيث ظنوا ما هم عليه وبطلان ما عليه أهل السنة..
وإما لسوء القصد حيث أرادوا بذلك التنفير عن أهل السنة والتعصب لآرائهم مع علمهم بفسادها..
فالجهمية ومن تبعهم من المعطلة سموا أهل السنة (مشبهة) زعما منهم أن إثبات الصفات يستلزم التشبيه..
والروافض سموا أهل السنة (نواصب)..
والقدرية النفاة قالوا: أهل السنة (مجبرة) لأن إثبات القدر جبر عند هؤلاء النفاة..
والمرجئة المانعون من الاستثناء في الإيمان يسمون أهل السنة (شكاكا) لأن الإيمان عندهم إقرار القلب والاستثناء شك فيه عند هؤلاء المرجئة..
وأهل الكلام والمنطق يسمون أهل السنة (حشوية) ويسمونهم (غثاء).. (1).
ولقد تبنى رؤية ابن تيمية هذه وطرحه في مسائل العقيدة وعكف على شرحه وتبسيطه ونشره في الآفاق بدعم آل سعود..
وهكذا أغرق الواقع الإسلامي بعشرات الكتب الوهابية التي تعكس عقيدة ابن تيمية وتعمل على حشو أذهان المسلمين بقضايا النذر والتبرك والتوسل والسحر والرقى والتمائم والذبح لغير الله وزيارة القبور وأضرحة المساجد وما شابه ذلك من الأمور التي أدت إلى زرع العداوة والبغضاء بين المسلمين ودفعت بالشباب المسلم الناشئ إلى تركيز جهوده على المسلمين والصدام معهم بدلا من الصدام مع أعداء الإسلام والمسلمين فقد صورت له الوهابية أن هذا هو

(1) المرجع السابق.
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»
الفهرست