عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد - صالح الورداني - الصفحة ٦٥
في جانب قدرتك وما أهون ما نرى من ملكوتك وما أحقر ذلك فيما غاب عنا من سلطانك وما أسبغ نعمك في الدنيا وأصغرها في نعم الآخرة.. (1).
ولأن الظلم أحد مداخل الشرك وسلم الوصول إلى الشك في حكمة الله وقضائه وقدره ركز الإمام عليه وحدد معالمه كاشفا حقيقة العدل ودوره في توطيد الاعتقاد الصحيح وتحقيق الاستقرار الايماني..
يقول الإمام عن الله سبحانه وتعالى: وارتفع عن ظلم عباده وقام بالقسط في خلقه وعدل عليهم في حكمه.. (2).
يقول الدكتور اليحفوفي: ومن الضروري جدا أن يكون الله عادلا والأدلة العقلية على هذه الضرورة كثيرة نذكر منها دليلا واحدا مفاده أن الباعث للظلم - الذي هو ضد العدل - أحد أشياء. إما الجهل بقبح الظلم أو الحاجة إليه لتثبيت ملك أو سلطان أو العجز عن تفاديه وكل هذه الأمور ممتنعة عليه تعالى. لأن كونه عالما يقتضي علمه بقبح القبيح. وكونه غنيا مطلقا يقتضي عدم حاجته للغير وكونه القادر على كل شئ يقتضي قدرته على تفادي الظلم وإذا كان الظلم مستحيلا عليه تعالى فإن العدل يكون ضروريا.. (3).
من هنا اعتبر الشيعة العدل أحد مشتقات التوحيد وأصلا من أصول العقيدة مما ميزهم عن أهل السنة الذين جوزوا على الله سبحانه ما ينافي العدل.. (4).

(1) المرجع السابق: ج 2 / 227.
(2) المرجع السابق: ج 1 / 35.
(3) بحوث في نهج البلاغة، ج 1 الفلسفة الإلهية. بيروت.
(4) يرفض أهل السنة وعلى رأسهم الأشعري الحسن والقبح العقليين ويعتبرون الحسن ما حسنه الشرع والقبح ما قبحه الشرع وقد انبنى على هذه القاعدة جواز وقوع العبد في الشر والقبيح بتوجيه من الله تعالى باعتبار أن الخالق لا يخلق شيئا إلا وله عاقبة حميدة وإن لم نطلع عليها فجزمنا بأن ما نستقبحه من الأفعال قد يكون فيها حكم ومصالح كما في خلق الأجسام الخبيثة الضارة بخلاف الكسب فإنه قد يفعل الحسن وقد يفعل القبيح على حد قول التفتازاني في شرح العقائد النسفية وتذهب الأشاعرة إلى أن كل المعاصي الواقعة في الوجود من الشرك والظلم والجور والعدوان وأنواع الشرور تتم برضا الله.
انظر مقالات الاسلاميين والإبانة في أصول الديانة وكتب العقائد عند أهل السنة..
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 ... » »»
الفهرست