عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد - صالح الورداني - الصفحة ٥٨
كما ينقل على لسان أهل السنة قولهم إن الله تعالى يتكلم وأن كلامه صفة حقيقية ثابتة له على الوجه اللائق وهو سبحانه يتكلم بحرف وصوت كيف يشاء متى شاء فكلامه صفة ذات باعتبار جنسه وصفة فعل باعتبار آحاده..
ومن أدلة ذلك من الكتاب قوله تعالى: (ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه).
وقوله تعالى: (إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي).
وقوله: (وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا).
ففي الآية الأولى إثبات أن الكلام يتعلق بمشيئته وإن آحاده حادثة..
وفي الآية الثانية دليل على أنه بحرف فإن مقول القول فيها حروف..
وفي الآية الثالثة دليل على أنه بصوت إذ لا يعقل النداء والمناجاة إلا بصوت..
ومن أدلة السنة قول الرسول صلى الله عليه وآله: " يقول الله تعالى: يا آدم فيقول لبيك وسعديك فينادي بصوت إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا إلى النار.. ".
وكلامه سبحانه هو اللفظ والمعنى جميعا ليس هو اللفظ وحده أو المعنى وحده.. (1).
وعلى لسان أهل السنة يقول ابن تيمية: إن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود تكلم به حقيقة وألقاه إلى جبريل فنزل به على قلب محمد (ص).
وأدلة ذلك من الكتاب قوله تعالى: (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله..).
ومن أدلة السنة قوله (ص): ألا رجل يحملني إلى قومه لأبلغ كلام ربي فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي عز وجل.. (2).

(1) المرجع السابق.
(2) المرجع السابق.
(٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 ... » »»
الفهرست