من هنا رفض صاحب العقيدة الطحاوية إثارة أية شكوك حول هذه التفسيرات بقوله وعند الرافضة أن أمر الأمة لم يزل في أيام هؤلاء فاسدا يتولى عليهم الظالمون والمعتدون بل المنافقون والكافرون وأهل الحق أذل من اليهود وقولهم ظاهر البطلان بل لم يزل الإسلام عزيزا في ازدياد في أيام هؤلاء (1).
ويرفض أهل السنة رفضا قاطعا تحويل نص الأئمة الاثني عشر ناحية آل البيت، بل جميع رواياتهم حول هذا النص جاءت بلفظ خليفة وليست بلفظ إمام، وهذا الرفض إنما هو نابع من الأساس من موقفهم العقائدي من آل البيت، إلا أنهم على كل حال لم يعطونا جوابا يريح عقولنا حول مراد النص (2).
إن المتتبع لسيرة الخلفاء من أبي بكر وحتى آخر خلفاء بني أمية الذين قصدهم أهل السنة بتفسير النص لا يجد من سيرتهم ما يتفق مع ظاهر النص ويكفي في ذلك سيرة بني أمية ومواقفهم وممارساتهم التي تصطدم بقواعد الإسلام وأصوله (3).
فهل يعقل إن يبشر الرسول بأناس يفسدون في الأرض باسم الإسلام ثم يربط عزة الإسلام بهم؟
هل يمكن أن يبشر الرسول بمعاوية ويزيد وأولاد عبد الملك.
إن العقل يقول إن المقصود بالاثني عشر فئة أخرى تتميز بالطهارة والنقاء، وأن دورها ليس مجرد الحكم في ذاته وإنما التعبير الحقيقي عن الإسلام.