واستدل أهل السنة على أزواج الأنبياء من أهل البيت بقوله تعالى:
(ورحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد) هود / 73.
واعتبروا عائشة وغيرها من جملة أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله ممن قال الله فيهم:
(ويطهركم وتطهيرا) (1).
وأخرج مسلم وأحمد عن زيد بن الأرقم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا وإني تارك فيكم ثقلين أحدهما: كتاب الله عز وجل، وهو حبل الله الذي من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة وعترتي أهل بيتي).
فقلنا: من أهل بيته نساؤه؟
قال وأيم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر فيطلقها فترجع إلى أبيها وقومها. أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده.
ومثل هذا الاتجاه الذي يفسر آل البيت بأنهم علي وفاطمة والحسن والحسين من أهل السنة إنما اتجاه منبوذ تم ضربه كما ضرب الرأي الآخر في مسألة الصحابة وفي مسألة طاعة الحكام (2).
ويقف أهل السنة من الأحاديث الواردة في آل البيت موقف التأويل الذي يدفع المعنى المراد من هذه الأحاديث بحيث يتفق مع وجهتهم في آل البيت وبحيث يتفق مع تفسيرهم لآية التطهير. ويعتبرون ما ذكرته هذه الأحاديث مجرد فضائل الهدف منها دفع المسلمين لتوقير آل البيت واحترامهم وحبهم كما يوقر ويحترم الصحابة ولا تعطي هذه الأحاديث لأهل البيت أية ميزة تميزهم عن الآخرين بل من الممكن أن يكون الصحابة أفضل منهم على ما هو واضح في كتب العقائد من ترتيب الأفضلية بين الخلفاء، وجعل الإمام علي في المرتبة الرابعة بعد أبي بكر وعمر وعثمان. حتى إنهم ساووه بمعاوية، كما رفعوا عائشة فوق فاطمة عليها السلام.