دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين - صالح الورداني - الصفحة ٥٤
معني هذا الكلام أن الرسول (ص) يشارك الله سبحانه في خاصية الألوهية. وهذا يعني أن الرسول قد منح صفة من صفات الله وأخذ خاصية من خصائصه سبحانه.
وهذا ما قاتله اليهود في عزيز والنصارى في عيسى..
وإذا ما أنكر الفقهاء هذا الادعاء - وهم سوف ينكرونه بالطبع - فإن هذا يعني أن ربط القرآن حكم الله بحكم الرسول وطاعته بطاعته له مدلول آخر وهو أن الرسول هو الذي ينطق بكلام الله عن طريق الوحي وقد عصم لهذا الغرض فمن ثم هو المصدر الوحيد في الأرض الذي ينطق بكلام الله ويقوم بتبيينه. وهو وفق هذا التصور حكمه هو حكم الله. وطاعته هي طاعة الله لكونه لا يتكلم ولا يحكم ولا يبين إلا وفق ما يرشده الوحي الإلهي. وهذا هو معنى قوله تعالى: (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) [النجم]. وما ينطقه الرسول (ص) ينقسم إلى قسمين:
الأول هو القرآن..
الثاني هو البيان..
وشتان بين القرآن والبيان..
هذا كلام الله..
وهذا كلام الرسول..
نعم إن كلام الرسول منضبط بالوحي ولكن هل هذا يعني أن نساويه بالقرآن؟
والجواب بالطبع لا..
والفقهاء أنفسهم يقرون أن القرآن جاء بطريق التواتر القطعي..
أما السنة فجاءت بطرق أخرى ظنية..
فإذا كان الأمر كذلك. فكيف ربطوا السنة بالكتاب وكفروا منكرها أو رافض بعضها أو المشكك فيها..؟
لقد حسم القرآن بقوله تعالى:
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»
الفهرست