خلاصة المواجهة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٦
لمنصب القيادة، وقد شكلت البطون بقيادة أبي سفيان جبهة لمعارضة النبي وآل النبي، واستخدموا كل وسائل المعارضة، وآذوه بكل أنواع الأذى، وصدوا عن سبيل الله بكل أساليب الصد، ثم تآمروا على قتل النبي صلى الله عليه وآله (25)، وشرعوا في تنفيذ جريمتهم (26)، ولكن الله نجى نبيه.
هاجر النبي صلى الله عليه وآله مكرها من مكة إلى المدينة، وكون قاعدة دولته، فقامت بطون قريش بتجييش الجيوش بقيادة البطن الأموي، وحاربت النبي صلى الله عليه وآله بلا هوادة، طيلة ثمان سنين من أصل عشر سنين (عمر دولة النبي المباركة)، فكانت نتيجة هذه الحروب أن أحاط الله بهم وأمكن نبيه منهم، فدخل مكة فاتحا، ولم يبق أمامهم إلا القتل أو الإسلام، فأسلموا مكرهين بعد أن غلبوا على أمرهم، وعفى النبي الكريم عنهم وسماهم الطلقاء بعد أن تمكن منهم، وقال لهم:
(إذهبوا فأنتم الطلقاء) (27).
لقد ألقوا السيوف مكرهين راغمين، ولكنهم ظلوا يعيشون الحقد والحسد على النبي وبني هاشم، ويتحينون الفرصة لإعادة التوازن بين البطون، الذي اختل برأيهم بالنبوة الهاشمية، وأخذوا يعملون في الخفاء لتعديل الترتيبات الإلهية بعد موت النبي صلى الله عليه وآله (28).
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»