خلاصة المواجهة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٥
بنبوته، ويضع حدا لتميزهم. (مصدر؟) 3 - بدأت الإشاعات تتسرب عن النبوة خلال المرحلة السرية للدعوة، وتناهي إلى الأسماع أن (فتى عبد المطلب يكلم من السماء) فاستبعد أبو سفيان وبطون قريش صحة هذه الإشاعات، واستثقلت نفوسهم أن يتبعوا هذا الغلام (20).
ولكن سرعان ما تسربت وقائع الاجتماع الهاشمي في بيت النبي صلى الله عليه وآله ونبأ تعيين ولي العهد (21)، ليعقب ذلك صعود النبي صلى الله عليه وآله على الصفا، وإعلانه النبوة على الملأ من قريش، ثم يتوجه هو وأصحابه عبر طرق مكة معلنين انتماءهم للدين الجديد (22).
4 - قدرت بطون قريش عامة وأبو سفيان خاصة أنهم المتضررون من هذا الدين الجديد، وأن النبوة موجهة ضدهم بالذات، وأن غايتها إبدال زعامة البطون بزعامة محمد والهاشميين وحدهم، وهذا ما يعبر عنه جواب أبي جهل حينما سأله أبو شريف: " أترى محمدا يكذب؟ فقال له أبو جهل: كيف يكذب على الله، وقد كنا نسميه الأمين لأنه ما كذب قط، ولكن إذا اجتمعت في بني عبد مناف السقاية والرفادة والمشورة، ثم تكون فيهم النبوة، فأي شئ يبقى لنا؟
وكان أبو سفيان يقول: " كنا وبني هاشم كفرسي رهان، كلما جاؤوا بشئ جئنا بشئ مقابل، حتى جاء منهم من يدعي بخبر السماء، فأنى نأتيهم بذلك " (23).
لقد قدرت البطون خطأ أن تغيير عقيدة الشرك واستبدالها بالعقيدة الإسلامية يستتبع إلغاء الصيغة السياسية السائدة في مكة آنذاك والقائمة على اقتسام مناصب الشرف بين بطون قريش، ويجعلها حكرا للبيت الهاشمي، وفي ذلك إجحاف بحق البطون على حد تعبير عمر بن الخطاب فيما بعد (24).
5 - كان البطن الأموي بقيادة أبي سفيان أكثر البطون القرشية معاداة للنبي صلى الله عليه وآله وللهاشميين، ذلك لأن دعوة النبي صلى الله عليه وآله تعني فقدان هذا البطن
(٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»