خلاصة المواجهة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٤٠
الحاقد على أهل البيت، والمستعد لمواجهتهم منذ وقت طويل.
2 - كان عمر على يقين من أن عثمان بن عفان يحب أقاربه الأمويين حبا عظيما، وأنه إذا تولى الخلافة سيجمعهم حوله ويحملهم على رقاب الناس، وبالرغم من ذلك عينه عمليا خليفة من بعده، ولكنه جعل الأمر شورى من الناحية الشكلية، حتى يبرز منافسين جدد للإمام علي، فيكون عثمان هو الخليفة من بعده، يدعمه الأمويون الحاقدون على علي وبني هاشم، لأن عمر كان متيقنا أن البطن الأموي هو وحده القادر على قيادة المواجهة لآل بيت محمد، وإذ مات عثمان تكون شهية طلحة والزبير وابن عوف وابن أبي وقاص مفتوحة للخلافة، فينافسون عليا، ويدخلون في مواجهة لهم إما منفردين أو بالتعاون مع بني أمية، وبهذا يتحقق مخطط عمر الرامي إلى استبعاد علي وأهل البيت عامة عن قادة الأمة نهائيا.
وما إن تمت مراسم تنصيب عثمان خليفة، حتى بدأ يجمع حوله كل أولئك الذين قادوا المواجهة لرسول الله صلى الله عليه وآله من الأمويين فجعلهم ولاته وحكومته ومستشاريه، وأطلق يد الولاة في ولاياتهم، وأغدق على حكومته ومستشاريه العطايا التي تفوق حد التصور، حتى صاروا فئة متميزة وطبقة فوق الجميع.
وقد لا يكون على عثمان حرج لو قرب بعض الذين عرفوا بعدائهم لرسول الله، ولكن الحرج يكمن في استقطابه لكل أعداء الرسول حوله ليكونوا أصفياءه ومستشاريه وحكومته، واتخاذهم بطانة له، وبتعبير أدق أنه جاء بالشجرة الملعونة وغرسها في دار الخلافة.
وكان رأس الشجرة الملعونة هو الحكم بن العاص عم عثمان، أشد الناس عداوة وإيذاء لرسول الله في الجاهلية، وهو طليق تلفظ بالشهادتين بعد الفتح وقدم المدينة، ولكنه لم يتوقف عن إيذاء النبي، فكان يتلصص على الرسول، ويمشي
(١٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 ... » »»