خلاصة المواجهة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٣٥
ومن أجل توحيد الناس ضد بني هاشم عدلت نظرية أن الخلافة لبطون قريش فيما بعد ورأى قادة التحالف أنه لا بأس بأن يتولى الأنصار الخلافة، فقال عمر لو كان معاذ بن جبل حيا لوليته، ومعاذ هذا من الأنصار الذين لم يكن من الجائز لهم برأي عمر أن يتولوا الخلافة، ولا بأس أيضا بتولي الموالي للخلافة، إذ قال عمر:
لو كان سالم مولى أبي حذيفة حيا وليته واستخلفته، وسالم من الموالي ولا يعرف له نسب في العرب (3).
ولكي يجعل عمر بن الخطاب مصلحة للجميع في أن يقفوا بوجه أهل البيت، واستبعادهم عن الحياة السياسية، عين أبا بكر ليكون أول خليفة من خلفاء التحالف، وأبو بكر من بني تيم، ثم صار عمر بن الخطاب هو الخليفة الثاني، وهو من بني عدي، وعين عثمان بن عفان خليفة من بعده، وهو من بني أمية المشهورين بحقدهم على علي وعلى الهاشميين، وفتح شهية الأنصار للخلافة عندما صرح بأنه لو كان معاذ بن جبل حيا لوليته، وأطمع الموالي بالخلافة أيضا بتصريحه لو كان سالم مولى أبي حذيفة حيا وليته.
وعمل عمر على أن يحسم بسرعة خلافه مع أبي سفيان - الذي كان كما يبدو خارج اللعبة - فأعطاه ما بيده من الصدقات وفيها حقوق الفقراء والمساكين (4)، وعين يزيد بن أبي سفيان قائدا لجيوش الشام، وعين أخاه معاوية نائبا له، فارتاحت نفس أبي سفيان، وشعر الأمويون أن لهم مصلحة ومشاركة في النظام، وأخذوا يتحينون الفرص للاستيلاء على السلطة كلها، إذ ليس من المعقول أن يكون الأمر في أذل حيين من قريش على حد تعبير أبي سفيان (5).
ثم عمد عمر إلى إغراق أصحاب الخطر بالعطايا والصلات، بعد أن ألغى سنة رسول الله بالمساواة بين الناس في العطاء، فصار طلحة، والزبير و عبد الرحمن
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»