هو الله سبحانه وتعالى. فهو وحده المختص بمعرفة هذا الشخص وتقديمه للناس. لأنه منصبه دينيا بالدرجة الأولى، ودنيويا بالدرجة الثانية والدنيا لازمة للدين وتابعة له، ليرشد حركتها التأهيل الإلهي الرسل، وأئمة أو قادة، أو مراجع الدول التي أقيمت بأمر الله، يؤهلهم الله تعالى ذلك، فما من رسول ولا نبي إلا أهله الله سبحانه وتعالى، وأعده وهيأه ليقوم بأعباء الرسالة، فعلى سبيل المثال الرسول موسى عليه السلام، اختاره الله للرسالة، وهيأه واعده ورعاه على الأقل منذ أن ولدته أمه وحتى ذلك اليوم الذي كلفه فيه بحمل الرسالة، وكذلك داود وكذلك سليمان، وكذلك خاتم الرسل محمد، فما من رسول إلا وأهله الله تعالى لأداء رسالته ولاتباع ما يوحى إليه بدون زيادة ولا نقصان، كذلك فإنه أعد الأئمة وأهلهم وهيأهم ليقوموا مقام الأنبياء، ويتبعوا ما أوحي إلى الأنبياء بدقة بدون زيادة ولا نقصان.
أو بتعبير أدق عصمهم، (والعصمة هي التوفيق الإلهي) (وهي ضرورية لأنه لو كان غير ذلك، لم يؤمن من اتباع الهوى، خاصة وأنه معلم الأمة ما يجهلونه من أحكام الشرع، وصدور الذنب من يؤوى لعدم الوثوق بأقواله فالدليل الدال على عصمة الرسول دال على عصمة خليفته المنصوص عليه شرعا، لأنه القائم مقام النبي في حفظ الشرع، وتأديته للأمة) راجع الحلى من النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر، وعقيدة الإمامية للسيد حسين يوسف مكي ص 12 و 23، وأعيان الشيعة للمجتهد الأكبر محسن الأمين ج 1 ص 2 و 6 و 7 وكتابنا الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية ص 126 - 129، فالعصمة تقريبا للذهن بمثابة (ولله المثل الأعلى) مصل وصل إلهي يمنع من تطعم به من الوقوع بالخطأ مهما كانت صورة، تماما كما يمنع التطعيم ضد السل من الإصابة بهذا المرض.
والخلاصة أن الرسل والأئمة معدون، ومهيؤون، ومؤهلون إلهيا للقيام بالمهام التي أناطهم الله سبحانه وتعالى بها.