والأفهم بالدين، والأقدر على بيانه، والأتقى، والأقرب إلى الله وإلى الرسول الذي سبقه، وأفضل الموجودين، وهذه صفات لا يعلمها على وجه الجزم واليقين إلا الله سبحانه وتعالى، ومن هنا تشابهت موجبات اختيار الرسول وموجبات اختيار الإمام!!
ثم إن كل فرد في المجتمع المؤمن يتمنى ويدعو الله أن يدله على الأعلم والأفهم بالدين، والأقدر على بيانه، والأتقى والأقرب إلى الله وإلى الرسول وإلى أفضل الموجودين ودعاء المؤمنين (اللهم ولي أمورنا خيارنا) فتلطف الله اللطيف، وقدم للناس الرجل الذي تتوفر فيه كل الصفات اللازمة للقيام مقام النبي، وأمرهم بطاعته لأن الله اختاره لهم حيث توفرت فيه كل الصفات.
والخلاصة أن اختيار الرسل والأئمة عملية فنية تستند إلى صفات خفية لا يعلمها إلا الله، لذلك خص نفسه بصلاحية اختيار الرسل والأئمة من بعد الرسل وتعينهم؟
فمن شاء فليكفر ومن شاء فليؤمن الأمة المؤمنة تبحث عن الأفضل والأعلم والأفهم والأتقى والأقرب إلى الله وإلى رسوله، والله سبحانه وتعالى لطف بها ودلها على الرجل المطلوب ليكون إمامها وقائدها من بعد النبي، فإذا قبلت الأمة الاختيار الإلهي، وبايعت هذا الرجل الإمام على السير معا على صراط الله المستقيم فقد اهتدت وآمنت وسعدت في دنياها وعاشت في ظلال العدل الإلهي.
وإن رفضت الأمة المؤمنة الاختيار الإلهي، واتكلت على نفسها وهواها ونصبت غيره، وبايعت سواه، فإن لا معيشة ضنكا لأنها أعرضت عن ذكر الله أو كما قالت سيدة نساء العالمين فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله (بأي عروة تمسكوا وعلى أي ذرية أقدموا، واحتنكوا، بئس المولى وبئس