الامامة والقيادة - الدكتور أحمد عز الدين - الصفحة ٦٣
فأما حين كانت المعارضة للسلطة من حيث هي كذلك، وجدنا أسلوبهم مختلفا، فأصل في مجتمعاتنا التجبر واضطهاد المخالفين وانتهاك الحرمات في ذلك ولو كانت حرمة بنت رسول الله!
فسعد بن عبادة (قتله الله) لأنه عارض رأي بعضهم، وهو منافق يستحق القتل (1) لأنه رفض البيعة، ولم يستريحوا حتى قتلوه لأنه يشكل خطرا سياسيا، غير أن مؤرخينا انقسموا فمنهم من استحى أن يذكر واقعة قتله، لأنها تشكل مخالفة شرعية لأحكام الإسلام الذي لا يبيح قتل من اختلف في الرأي أو عارض السلطة، ومنهم من استخف بعقولنا فنسب قتله إلى الجن (2) لكنه فشل في تقديم سبب عداء الجن له، فهل كان الجن في السلطة ورفض سعد مبايعتهم؟

(1) هذا ما قاله عنه عمر، أنظر الطبري: 2 / 459.
(2) الرياض النضرة: 2 / 218، الإستيعاب لابن عبد البر: 2 / 599، طبع.
نهضة مصر، تحقيق البجاوي بدون تاريخ. البلاذري: 1 / 589، العقد الفريد: 4 / 260.
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»
الفهرست