الامامة والقيادة - الدكتور أحمد عز الدين - الصفحة ٦٦
عثمان (رض) مع أن الظروف وقتها كانت تستدعي فرض الأحكام العرفية بلغة عصرنا، إذ كانت الأمصار قد انتفضت على الخليفة في ثورة عارمة، وحاصره الثائرون أربعين يوما كما في بعض الروايات، وأرادوا خلعه، ثم أخيرا قتلوه (1) فقاعدة المصلحة - إذا تمسك بها البعض في بيعة أبي بكر - لم يجد لها وجودا فيما تلاها من ظروف اقتضتها، وبالتالي فلم تكن قاعدة، أو كانت قاعدة، لكنها طبقت وفق المزاج والهوى.
سابعا: أن الاهتمام بالقيادة وتعيينها أساس في الإسلام إذا نظرنا إلى روحه، إذ كل قوم لا بد لهم من قيادة حتى الكفرة (فقاتلوا أئمة الكفر) التوبة - 12، وقد اهتم الرسول عليه وآله أفضل الصلاة والسلام بتعيين القيادات في حياته، فكان يؤمر أصحابه في البعوث والأسفار والحج وغير ذلك، ووضع الإسلام تفاصيل الأمور العادية، كالغسل وتكفين الموتى واللباس والطعام والشراب، فكيف يهتم بهذا ولا يهتم بتعيين القيادة بعد وفاة

(1) أنظر الطبري: 3 / 441، 442، 443، 457.
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»
الفهرست