فرض كفاية (1) كصلاة الجنازة ورد التحية وهو ما يوضح بذاته منزلة هذا المنصب الخطير في فكرهم السياسي.
أما الدليل على أنها فرض كفاية، فليس عندهم غير إجماع الصحابة، دون نص من كتاب أو سنة. ولست أبغي - في هذا المجال الضيق - استقصاء آراء الأصوليين في هذه النقطة، وهل يتقرر الفرض فرضا بإجماع الصحابة فعلا أو قولا أو تقريرا، وأسأل: إذا كان الصحابة رضوان الله عليهم قد شعروا بخطورة هذا المنصب وأهميته فأجمعوا على ضرورة إيجاده - وهذا كله عملية عقلية محضة ناتجة عن إعمال العقل والفكر في غياب النص - فهل يتوقع منهم كمال العقل وإدراك حاجة الدولة ونظامها، ولا يتوقع ذلك من الله ورسوله وهو الذي نص على أن الدين قد اكتمل، والكتاب قد تم (اليوم أكملت لكم دينكم) المائدة - 3 (ما فرطنا في الكتاب من شئ) الأنعام - 38.