الامامة والقيادة - الدكتور أحمد عز الدين - الصفحة ٢٤
وكانت نتيجة اعتمادنا على هذا التراث المتروك وتقديسنا له ولواضعيه، دون تفحص لعلاقتهم بالأنظمة التي حكمتهم، وبالقوى السياسية الأخرى التي تفاعلت في مجتمعاتهم آنذاك، أن عجزنا على مر السنين أن نفرز قيادة واحدة، ليس والله هذا فحسب بل أفرزنا - ما شاء الله - أميرا في كل حارة، ومفتيا في كل شقة، وإذا الكبير منا والصغير أمام ظاهرة دينية سياسية خطيرة بعضنا يحوقل لها، وبعضنا يفتح لها فمه عجبا، ولا يعرف لها سببا، ومنا من يعرف أصلها وفرعها لكنه يغمض عينيه ويضع في أذنه طينا وفي الأخرى عجينا ويؤثر السلامة.
ومن أراد حل المعضلة استعار لها مفهوم الغرب، فلم يزد حجمه عن قائد حزب، أو رئيس تنظيم، ودار كل أحد في حلقة مغلقة ليس منها مخرج، وأصبح الكل يسأل نفسه: ما الحل؟ وما العمل؟ أليس منا رجل رشيد؟.
والذين أزعجهم هذا الأمر، لم يردوه إلى جذوره، ويبحثوا في الماضي ليفهموا الحاضر، بل على العكس تحزب كل منهم لجماعته، وتعصب لموقف شيوخه - أحياء وأمواتا - فازداد طيننا بلة
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»
الفهرست