الامامة والقيادة - الدكتور أحمد عز الدين - الصفحة ٢١
من أعظم واجبات الدين بل لا قيام للدين إلا بها، فإن بني آدم لا تتم مصالحتهم إلا بالاجتماع لحاجة بعضهم إلى البعض، ولا بد لهم عند الاجتماع من رأس، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم... فالواجب اتخاذ الإمارة دينا وقربة يتقرب بها إلى الله، فإن التقرب إليه فيها بطاعته وطاعة رسوله من أفضل القربات) (1) لكن كلامه هذا عن جميع المناصب لا عن القيادة خاصة فدخل فيه إمارة بيت المال والقضاء وغيره من مناصب الدولة. كما أنه أيضا لم يأت بدليل صريح على هذا، بل استنبطه استنباطا بالعقل من أحاديث عامة كما ترى. على أن رأيه لا يمثل كثرة أهل السنة، ولم يذكر كيف تعين القيادة العامة بل ردد نفس المقولات التي مرت بنا من قبل.

(1) السياسة الشرعية، نشر دار المتنبي ببغداد، ص 165 - 166.
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 23 24 25 26 27 ... » »»
الفهرست