الامامة والقيادة - الدكتور أحمد عز الدين - الصفحة ١٥١
لكن أجيالنا تنكرت لهذه النداءات التي أطلقها كثير من الباحثين، وبدلا من أن نعكف على دراسة ما نحن به حقا، وما تحتاجه مجتمعاتنا، فإذا بنا نضع أصابعنا في آذاننا، ونستغشي أثوابنا، ونسير في الاتجاه المعاكس، تماما لنقدس أوثانا وأصناما نحتها لنا قدماء المشايخ على هيئة اصطلاحات ألزموا أعناقنا بالخضوع لها، فصرنا نسجد لها ونطالب المسلمين غيرنا بالسجود لها، وإلا فهم رفضة مارقون عن الدين.
ومن الأصنام في عصرنا ما نحت بتوجيه أجنبي خفي أو جلي في شكل كتب أو أشخاص أضفينا عليهم القداسة واعتبرنا ما يقولونه وحيا منزلا.
ولا أرى - إن كان لي حق في الرؤية - علاجا لما نحن فيه إلا إتاحة جو عام من التفكير بحرية، والنقاش العلمي بحرية، وطرح المعطيات والمقدمات باستقلالية، ثم بعد ذلك استخلاص النتائج دون قيود، معنا كانت هذه النتائج أم علينا.
نحن في حاجة إذن إلى ثورة في أسلوب التفكير قبل ثورة الفكر وثورة التنفيذ، لأننا لا نعرف حتى الآن كيف نتعامل مع الفكر
(١٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 ... » »»
الفهرست