الامامة والقيادة - الدكتور أحمد عز الدين - الصفحة ١٠٤
لأن هذا المنهج - رغم علميته وإسلاميته - سيؤدي إلى تخطئة بعض الشخصيات التي يريدون من كل مسلم تقديسها مهما فعلت.
من أجل هذا اخترعوا شخصية خيالية لم توجد في التاريخ أصلا إلا في أوهامهم، وسموها عبد الله بن سبأ أو ابن السوداء، وأطلقوا لخيالهم العنان تحت تخدير العواطف، فتخيلوا أنه لا بد وأن يكون يهوديا، ونسبوا إليه كل الفساد، ووضعوا على رأسه مسؤولية الثورة والتذمر. فتعيين الخليفة مجلس شوراه من أقربائه وممن لعنهم أو نفاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كمروان بن الحكم، وسعيد بن العاص، وعبد الله بن عامر، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح، مع وجود أجلة الصحابة، ثم إطلاق يد العائلة المالكة وعلى رأسها هؤلاء في تغيير الدولة والتلاعب بشئونها، وإشاعة الفوضى السياسية والقانونية وتعطيل أحكام الشرع، ثم حماية الخليفة لهم. ووعده بإصلاح الأمور مرات، وإخلافه لهذا الوعد، وإصراره على صحة سياسته التي احتج عليها كل الصحابة إلا المستفيدين، لم يكن من أسباب التذمر. كما أن تعيين الخليفة لمرتد أباح الرسول دمه في فتح مكة كعبد الله بن
(١٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 ... » »»
الفهرست