الامامة والقيادة - الدكتور أحمد عز الدين - الصفحة ١٠٥
سعد بن أبي سرح واليا على مصر في وجود أجلاء كعمار بن ياسر، ومحمد بن أبي بكر، ومحمد بن أبي حذيفة، وغيرهم، ثم قيام هذا الوالي بتعطيل الشرع ونهب خزانة الدولة واضطهاد النصارى، وإذلال الناس، لم يكن سببا كافيا لتذمر أهل مصر، بل لا بد وأن يكون السبب وراء ذلك عبد الله بن سبأ اليهودي، ولا بد وأن يكون الصحابة الذين ثاروا على فساد نظام الدولة من أتباع هذا اليهودي. تماما كما تقول الأنظمة المعاصرة عمن ثار عليها، لأن الثورة على النظم الفاسدة حرام وفتنة وإراقة دم.
ونظرية ابن سبأ التي ساقها مشايخنا في تبرير الكارثة، يستحي منها كل طفل مسلم به مسكة من عقل، لأنها تعني أن الخلافة الراشدة والدولة المحمدية كانت من الضعف بمكان بحيث أن يهوديا واحدا استطاع أن يقلبها بغير عناء.
كما أنها تعني أن كبار الصحابة الذين لم يوافقوا على سياسة عثمان، لم يكونوا يعرفون دينهم، فانساقوا وراء مقولة يهودي ودمروا دولة الإسلام.
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»
الفهرست