الامامة والقيادة - الدكتور أحمد عز الدين - الصفحة ١٠٨
كما تنبأ به عثمان نفسه حين ثار عليه أهل مصر فقال (والله لئن فارقتهم ليتمنون أن عمري كان طال عليهم مكان كل يوم بسنة مما يرون من الدماء المسفوكة والإحن والأثرة الظاهرة والأحكام المغيرة) (1) ذلك أن أحوال الدولة وخط سيرها كان واضحا أمامهم جميعا، ومن ثم استطاعوا أن يروا المصير قبل وقوعه، لأنه كان أمرا مفهوما، إذ كيف يتوقع ذو عقل السلامة لدولة يديرها مجلس شورى من الملاعين والمطرودين؟
لقد كانت الدولة في عهد عثمان دخلت مرحلة وسطا بين الخلافة والملك، وكانت تسير بخطى واضحة في طريقها إلى نظام سياسي غير الذي أراده لها مؤسسها، وكانت هذه حقيقة سياسية يعرفها الكثير. أنظر إلى مروان بن الحكم - مثلا - وقد حاصر الناس عثمان فخرج عليهم ليقول لهم (جئتم تريدون أن تنزعوا ملكنا من أيدينا؟ ارجعوا عنا) (2)

(1) الطبري: 3 / 393 وانظر كذلك 3 / 425.
(2) الطبري: 3 / 379.
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»
الفهرست