نص (إنجيل برنابا) - سيف الله أحمد فاضل - الصفحة ٣٠١
ثم يقول الوحي لمريم عليها رضوان الله ان الله قد اختار عيسى رسولا لبني إسرائيل * (ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل) * سورة آل عمران 48 أي أن المسيح ابن مريم عليه السلام قد علم التوراة لأنها لم تكن موجودة بالصورة التي انزلها الله فلزم أن يعلمها النبي التالي كما علم أيضا رسالته التي هي الإنجيل * (ورسولا إلى بني إسرائيل) * سورة آل عمران 49 وكان وحملت مريم بابنها الذي أسماه الله المسيح عيسى ابن مريم يقول القرآن الكريم * (فحملته فانتبذت به مكانا قصيا فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا فكلي واشربي وقري عينا فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا) * سورة مريم 22 - 26 إذا فالحمل كان كالعادة ثم كان المخاض عند جذع نخلة وتذكرت مريم عليها رضوان الله ما سيقوله قومها وهم يرونها بعد هذا الاحتجاب الطويل قد ولدت فتمنت الموت وتمت النبوءة الأولى التي قال بها الوحي ها هو ابنها يتكلم بمجرد ولادته ويقول لها (وهزي إليك بجذع النخلة الخ) ومن المعروف الآن ان الرطب غني بالكلسيوم ولهذا قدر الله أن تكون الولادة تحت جذع نخلة حتى يقيها أكله من حمى النفاس كما يقال إن الرطب فيه أيضا مادة تساعد على زيادة سرعة تقلصات الرحم لطرد بقايا الكيس الجنيني كما يلاحظ المعجزة التي بها استطاعت مريم عليها رضوان الله أن تهز نخلة بذراعيها وهي ضعيفة من اثر الولادة ولذا جاءت الكلمة التالية ان النخلة هي التي ساقطت الرطب وحدث ما خافت منه مريم عليها رضوان الله يقول القرآن الكريم * (فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا) * يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا فأشارت اليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا والسلام علي يوم ولدت ويم أموت ويوم أبعث حيا) هكذا ظن بها أهلها السوء قبل أن يسألوها من أين جاءت به وكان من اللازم لبتر حجتهم من أساسها أن تحدث مثل هذه المعجزة فيكلمهم ليعلموا ان هذا الطفل ليس طفلا عاديا بل نبي مرسل وها هو يعلن ذلك بنفسه * (إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا أين ما كنت) * أي أن الكتاب والنبوة والبركة ليست من المسيح عليه السلام بل انها معطاة له من الله الرحمن القدوس الذي أوصاه بالصلاة والزكاة والبر بوالدته لأنه ليس له أب وفي نفس الوقت الذي ظن بعض فاسقي بني إسرائيل انه ابن زنى فإن البعض الآخر قال إن ولادته الفريدة في نوعها تعني انه ابن الله وآخرون قالوا إن عزيزا هو ابن الله وعن هؤلاء وهؤلاء ومن هم على شاكلتهم يقول القرآن الكريم * (وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون) * * (وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب) * يعتمد كل من اليهود والنصارى في إثبات عقيدتهم على ما ينسبونه للأنبياء السابقين فكيف يكون اذن الاختلاف فالشك بالأولى يجب أن ينصب على صحة نسبة الكتاب الذي بين أيديهم للأنبياء يقول القرآن الكريم * (يضاهئون قول الذين كفروا من قبل) *
(٣٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 295 296 297 299 300 301 302 303 304 305 306 ... » »»