نهائي هو الانسان وهي التراب والهواء والماء والنار ليعدل كل منهما ضده وصنع من هذه الأشياء الأربعة اناء وهو جسد الانسان من لحم وعظام ودم ونخاع وجلد مع أعصاب وأوردة وسائر اجزائه الباطنية ووضع الله فيه النفس والحس بمثابة يدين لهذه الحياة وجعل مثوى الحس في كل جزء من الجسد لأنه انتشر هناك كالزيت وجعل مثوى النفس القلب حيث تتحد مع الحس فتتسلط على الحياة كلها فيعد أن خلق الله الانسان هكذا وضع فيه نورا يسمى العقل ليوحد الجسد والحس والنفس لمقصد واحد وهو العمل لخدمة الله فلما وضع هذه الصنيعة في الجنة وأغرى الحس العقل بعمل الشيطان فقد الجسد راحته وفقد الحس المسرة التي يحيا بها وفقدت النفس جمالها فلما وقع الانسان في هذه الورطة وكان الحس الذي لا يطمئن في العمل بل يطلب المسرة غير مكبوحة الجماح بالعقل اتبع النور الذي تظهره له العينان ولما كانت العينان لا تبصران شيئا غير الباطل خدع نفسه واختار الأشياء الأرضية فآخطأ لذلك وجب برحمة الله أن ينور عقل الانسان من جديد ليعرف الخير من الشر والمسرة الحقيقية فمتى عرف الخاطىء ذلك تحول إلى التوبة لذلك أقول لكم حقا انه إذا لم ينور الله ربنا قلب الانسان فان تعقل البشر لا يجدي أجاب يوحنا إذا ما هي الجدوى من كلام الانسان فأجاب يسوع الانسان من حيث هو انسان لا يفلح في تحويل انسان إلى التوبة أما الانسان من حيث هو وسيلة يستعملها الله فهو يجدد
(١٩١)