نص (إنجيل برنابا) - سيف الله أحمد فاضل - الصفحة ١٤٧
لأنه خليقة الله وكل ما خلق الله فهو حسن وكامل فلذلك كل من يكره الخليقة بكره الخالق ولكن الصديق شيء خاص لا يسهل وجوده ولكن يسهل فقده لأن الصديق لا يسمح باعتراض على من يحبه حبا شديدا احذروه وانتبهوا ولا تختاروا من لا يحب من تحبون صديقا فاعلموا ما المراد بالصديق لا يراد بالصديق الا طبيب النفس وهكذا كما أنه يندر أن يجد الانسان طبيبا ماهرا يعرف الأمراض ويفقه استعمال الأدوية فيها هكذا يندر وجود أصدقاء يعرفون الهفوات ويفقهون كيف يرشدون للصلاح ولكن هنالك شر وهو ان لكثيرين أصدقاء يغضون الطرف عن هفوات صديقهم وآخرين يعذرونهم وآخرين يحامون عنهم بوسيلة عالمية ويوجد أصدقاء وذلك شر مما تقدم يدعون اصدقاءهم ويعضدونهم في ارتكاب الخطا وستكون آخرتهم نظير لؤمهم احذروا من أن تتخذوا أمثال هؤلاء القوم أصدقاء لأنهم أعداء وقتله النفس حقا الفصل السادس والثمانون ليكن صديقك صديقا يقبل الاصلاح كما يريد هو ان يصلحك وكما أنه يريد أن تترك كل شيء حبا في الله فعليه أن يرضى بأن تتركه لأجل خدمة الله ولكن قل لي إذا كان الانسان لا يعرف كيف يحب الله فكيف يعرف كيف يحب نفسه وكيف يعرف كيف يحب الآخرين إذا كان لا يعرف كيف يحب نفسه حقا ان هذا لمحال فمتى اخترت لك صديقا لأن من لا صديق له مطلقا هو فقير جدا فانظر أولا لا إلى نسبة الحسن ولا إلى أسرته الحسنة ولا إلى بيته الحسن ولا إلى ثيابه الحسنة ولا إلى شخصه الحسن ولا إلى كلامه الحسن أيضا لأنك حينئذ تغش بسهولة بل انظر كيف يخاف الله وكيف يحتقر الأشياء الأرضية وكيف يحب الأعمال الصالحة وعلى نوع أخص كيف يبغض جسده
(١٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 ... » »»