قاموس الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٩٩٣
* (ه‍) * هابيل: ربما كان اسما ساميا معناه " نسمة، بخار " أو اسما أكاديا معناه " ابن " وهو رابع البشرية، والابن الثاني لآدم وحواء. وكان راعيا للغنم، بينما كان أخوه قايين مزارعا. وكان هابيل تقيا، حتى أن المسيح لقبه بالصديق (مت 23: 35). وحدث أن قدم هابيل باكورة أغنامه وسمانها قربانا للرب. أما قايين فقدم قربانه من أثمار الأرض. فرضي الرب عن قربان هابيل ولم ينظر إلى قربان أخيه الأكبر. وغضب قايين وقتل أخاه. وأصبح هابيل أول شهيد في الأرض، وقايين أول مجرم. وأنكر قايين الجريمة لما سأله الرب عن أخيه فلعنه الرب وطرده من سكنه، وأقام في أرض نود شرقي عدن (تك 4: 1 - 16).
وقد استشهد يوحنا في رسالته الأولى بأعمال هابيل البارة وندد بأعمال أخيه الشرير (1 يو 3: 12) وقال عنه كاتب سفر العبرانيين أنه قدم ذبيحة الله أفضل من قايين، وبه شهد له أنه بار إذ شهد الله لقرابينه، وبه وإن مات يتكلم بعد (عب 11: 4).
هاجر: اسم سامي معناه " هجرة " وهي جارية مصرية كانت في خدمة سارة زوجة إبراهيم. وربما كانت سارة قد استخدمتها أثناء وجودها مع زوجها في مصر (تك 16: 1 وقابل تك 11: 10). وبعد أن عاد إبراهيم بعشر سنوات، وبلغت سارة من العمر ستة وسبعين عاما، يئست من إنجاب ذرية وقدمت جاريتها لإبراهيم. وحملت هاجر منه. وقد جرى العرف والقوانين الوضعية لتلك البلاد القيام بمثل هذا العمل أي أن تقدم الزوجة التي لا تنجب نسلا أمتها لزوجها، وقد جرى مثل هذا الأمر في وثائق " نوزي " التي ترجع إلى عصر إبراهيم.
وأخذت هاجر تشمت بسيدتها، فغضبت سارة وعاملتها بقسوة حتى اضطرتها إلى الهرب إلى برية شور. وهناك ظهر لها ملاك الرب ووعدها بابن يسمي إسماعيل ويكون كثير النسل. فدعي البئر حيث ظهر الملاك بئر لحي رئي (تك 16: 14) أي بئر الإله الحي الذي يراني.
ونحن نجهل أخبار هاجر مدة طويلة. ولا يعود الكتاب لذكرها إلا بعد أن تلد سارة إسحاق وتفطمه فقد رأت سارة ابن هاجر يلعب ويمزح (ربما مع ابنها إسحاق) فطلبت من زوجها أن يطرد الجارية وابنها خوفا من أن يرث الابن مع ابنها إسحاق. ونفذ إبراهيم طلبها بعد أن ظهر له الرب ووعده بأن يجعل ذرية إسماعيل أمة.
وزود إبراهيم هاجر بخبز وقربة ماء وطردها من مسكنه مع ابنها. فتاهت في برية بئر سبع. وفرغ الماء من القربة وأشرفت هي وابنها على الهلاك. فظهر ملاك الرب وطمأنها وأوجد لها بئر ماء ووعدها بجعل ذرية ابنها أمة. وسكن إسماعيل في البرية المعروفة ببرية فاران وكان رامي قوس ماهرا. ثم زوجته أمه من مصرية (تك

قام بكتابة مواد هذا الحرف الدكتور أنيس صايغ من جامعة كمبرج - انكلترا - والآن في بيروت
(٩٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 988 989 990 991 992 993 994 995 996 997 998 ... » »»