قاموس الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٨٦٥
معموديته وبدء خدمته الجهارية في يناير (كانون الثاني) عام 27 ميلادي.
صلبه في 7 إبريل (نيسان) عام 30 ميلادي.
الحوادث الرئيسية في حياة ربنا يسوع على الأرض نجد في الأناجيل الأربعة مادة كافية ترشدنا إلى الحوادث الرئيسية في حياة الرب يسوع على الأرض وهذه هي:
(1) ميلاده المعجزي: تعرف البشيرون على الحقائق المتعلقة بميلاد المسيح المعجزي من شهود عيان ومن أشخاص لازموا هذه الحقائق عند وقوعها أو كان لهم نصيب فيها عند تمامها. فإنه بالإضافة إلى أن يسوع وهو على الصليب عهد بأمه مريم إلى تلميذه يوحنا (يو 19: 26 و 27). فإنه ينبغي أن لا يغيب عنا أن يعقوب أخا الرب (أنظر: إخوة الرب)، كان لمدة سنين طويلة من القادة المتقدمين في الكنيسة المسيحية في أورشليم. وبعد القيامة والصعود كانت مريم أم يسوع تلازم المؤمنين في أورشليم، وكان إخوته وقد تحرروا من كل شك في ألوهيته، يشتركون مع المؤمنين في أورشليم أيضا ويلازمونهم (أعمال 1: 14) وعندما رافق البشير لوقا بولس الرسول في زيارته لأورشليم في عام 56 أو 57 الميلادي كان يعقوب أخو الرب أحد الذين زارهم بولس هناك (أعمال 21: 17 و 18) وكان لوقا في ذلك الحين وكما يظهر من مقدمة بشارته شغوفا كل الشغف بجمع الحقائق الخاصة بحياة الرب يسوع.
ولا نجزم يقينا أن لوقا قابل مريم أم يسوع بنفسها عندما كان في أورشليم ولكن من المحقق أنه استقى الحقائق التي تتعلق بميلاد الرب يسوع التي تعرفها مريم وحدها إما منها أو من المقربين إليها الذين استقوها منها شخصيا. فقصة ميلاد المسيح المذكورة في إنجيل لوقا ص 1: 26 - 56 و 2: 1 - 51) والتي تذكر الحبل به من الروح القدس تذكر في هذا الإنجيل من وجهة نظر مريم وكما لامست حوادثها وحقائقها بنفسها. وعندما يذكر متى قصة ميلاد الرب يسوع يذكرها من وجهة نظر يوسف. وكلا البشيرين يتفقان على أن الرب يسوع حبل به في البطن بالروح القدس وولد ابن الله من مريم العذراء البتول الطاهرة (لو 1: 35 ومت 1: 18 - 24). وتمشيا مع هذه الحقيقة يفتتح يوحنا البشير بشارته بهذه الكلمات: " في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله.. والكلمة صار جسدا وحل بيننا ورأينا مجده مجد الابن الوحيد من الأب، ممتلئا نعمة وحقا " (يوحنا 1: 1 - 14).
(ب) طفولية يسوع وصباه ونموه:
ندرك من لوقا 2: 40 أن حياة يسوع من طفولته إلى شبابه كانت شبيهة بحياة الإنسان العادي ما خلا أنها كانت كاملة، ففيه تحقق مثال الإنسان الكامل الذي إرادة الله أن يكون مثالا للبشر في كل مراحل حياتهم ومع أنه عاش في بيت وضيع مع مريم ويوسف وربما أيضا مع إخوته وأخواته المذكورين في الكتاب إلا أن حياته كانت في كل الأوقات والظروف متفقة تماما مع إرادة الله (لو 2: 52). ويظهر جليا أنه شعر في سن مبكرة أنه ابن الله الوحيد (لوقا 2: 49).
ويبدو جليا من لو 2: 46 و 47 أنه بدأ في حداثته المبكرة وفي سن صغيرة يدرس العهد القديم دراسة عميقة واسعة. ومع أنه يبدو أن يوسف مات لهذا بدأ يسوع يعمل كنجار بجد واجتهاد كي يعين أمه وإخوته في
(٨٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 860 861 862 863 864 865 866 867 868 869 870 ... » »»