قاموس الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٨٦٦
شؤون معيشتهم (مت 13: 55 و 56). إلا أنه أعطي وقتا كافيا للتأمل ودراسة الكتب المقدسة والصلاة.
وإننا لا نجد في العهد الجديد الكثير عن طفولية الرب يسوع ما عدا هذه الإشارات البسيطة والقول الوارد في لوقا 2: 52 " وأما يسوع فكان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس ".
(ج) معموديته وتجربته:
عند ما بلغ يسوع الثلاثين من العمر حوالي عام 27 الميلادي (لو 3: 23)، ترك الناصرة واعتمد من يوحنا المعمدان. وبعمله هذا أعلن جهارا أنه قد تقبل عمله المجيد كالمسيا وكابن الله الوحيد والمخلص الذي مع أنه بلا خطيئة تماما إلا أنه حمل خطيئة البشر وقد أعلن الله الأب رضاه عن عمل ابنه هذا في كونه صار شبيها بإخوته البشر الخطاة، في نزول الروح القدس عليه في هيئة جسمية ملموسة - كحمامة، وبمجئ الصوت إليه معلنا: " أنت ابني الحبيب بك سررت " (لو 3: 22).
وهذه الكلمات تجمع بين (مز 22: 7 واش 42: 1) وهذه الكلمات تعلن أن هذا هو المسيا الذي تتحقق فيه النبوات بأنه عبد الله المطيع لإرادته المتألم لأنه يحمل خطيئة الكثيرين.
وبهذا اليقين في قلبه اقتيد يسوع إلى برية اليهودية لكي يجربه إبليس (مت 4: 1) حتى يثبت كفايته كمخلص البشر وأهليته لهذا العمل العظيم. فكان عليه أن يبرهن أولا على طاعته المطلقة من غير قيد ولا شرط للأب السماوي ويدلل على قدرته في الانتصار على المجرب. وقد رأى بعض المفسرين في ذكر التجربة في بدء خدمة المسيح الجهارية مقابلة بينها وبين قصة السقوط في تكوين ص 3 وكيف أن آدم الأول سقط وهو في أحسن الظروف المواتية للانتصار وكيف أن آدما الثاني الرب يسوع انتصر على المجرب وهزمه بالرغم عن الظروف القاسية التي وجد فيها. وخرج من التجربة ظافرا غالبا معلنا للعالم بأنه حقيق لأن يكون ابن الله الوحيد ومخلص العالم بغير منازع (مت 4: 1 - 11 ومر 1:
12 و 13 ولو 4: 1 - 13).
(د) بدء خدمة يسوع الجهارية:
بعد أن انتصر يسوع على المجرب وهجماته القاسية وبعد أن " خرج غالبا ولكي يغلب " بدأ خدمته الجهارية فدعا تلاميذه الأولين (يو 1: 35 - 51). وأظهر قوته الإلهية في معجزة تحويل الماء إلى خمر في عرس قانا الجليل (يو 2: 1 - 11)، وبعمل بعض المعجزات (يو: 2 23 وما يليه)، وبتعليمه نيقوديموس حقائق روحية رائعة عن الولادة من فوق أو الولادة الجديدة (يو 3: 1 - 21)، وبتقديمه بشارة الخلاص إلى امرأة سامرية منبوذة من قومها (يو 4: 1 - 42). وقد مهد لهذه المرحلة من خدمته الجهارية يوحنا المعمدان وقد وصلت هذه المرحلة إلى الذروة عندما اعترف بعض السامريين إذ قالوا: " فإننا قد سمعنا بأنفسنا ونعلم أن هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم " (يو 4: 42).
(ه‍) مناداة المسيح في الجليل وخدمته هناك:
كان وضع يوحنا في السجن إشارة التنبيه القوية التي بعدها بدأ يسوع خدمته في الجليل معلنا النداء أنه قد جاء الميعاد وقد اقترب ملكوت الله (مر 1: 14 و 10 يليه). وعندما أعلن في مجمع الناصرة بأنه هو المقصود
(٨٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 861 862 863 864 865 866 867 868 869 870 871 ... » »»