قاموس الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٨٦٩
وأتباعه من الأخطار التي تنتظرهم (لو 21: 9 - 19 وما يليه). وأنبأ بما ينتظر العالم والكنيسة (لو 21:
25. 27)، وبأن تاريخ العالم سينتهي بمجيئه الثاني في مجد الظلمة، وابتداء ملكوته الأبدي (مت 24: 29 - 31 و 25: 31 - 46).
وفي المساء السابق لصلبه أراد أن يعد رسله إعدادا نهائيا للمهمة العظمى التي تنتظرهم، فغسل الرب يسوع أرجلهم (يو 13: 1 - 11)، معلما إياهم درسا لازما لهم في التواضع والوداعة (يو 13: 12 - 17 ولو 22: 24 - 30). وأعلن لهم أن يهوذا الذي كان واحدا منهم سيسلمه (مر 14: 18 - 21 ويو 13 21 - 30)، ورسم لهم فريضة العشاء الرباني (مت 26: 26 - 29 وما يليه). ثم قدم صلاته الشفاعية العظمى من أجل أتباعه (يو 17: 1 - 26.
من ثم قدم نفسه نهائيا للأب وسلم إرادته تسليما كليا له في بستان جثسيماني (مت 26: 39 - 46 غيره).
وحمل خطيئة الكثيرين وأخذ على كاهله إثم البشرية الخاطئة الأثيمة وقدم نفسه طوعا واختيارا للقبض عليه وللمذلة والهوان وللاتهام ظلما وبهتانا وللصلب. فبلغت آلامه النيابية وموته الكفاري الذروة القصوى على الصليب، فبعد انقضاء ثلاث ساعات الظلمة صرخ بصوت عظيم قائلا: " إلهي إلهي لماذا تركتني؟ " (مت 27: 46). وقد أخبر تلاميذه من قبل أنه لم يأت ليدين العالم بل ليقدم نفسه فدية عن كثيرين (مت 26:
28 ومر 10: 45 وغيره). فقدم نفسه عن رغبة واختيار كحمل الله الذي يرفع خطيئة العالم (يو 1: 29 و 10:
11 - 18). فأنجز مهمته التي جاء من أجلها إلى أرضنا وأكمل غاية الآب السماوي ورغبته، فقبل أن يسلم الروح إلى يدي الآب السماوي وقال في انتصار وظفر نهائيين:
" قد أكمل " (يو 19: 30).
(ط) الدفن والقيامة والصعود:
ولما أسلم يسوع الروح خرج عن نطاق سلطان أعدائه وقوتهم. فأنزل جسده عن الصليب (لو 23:
50 - 53). ودفن في قبر جديد في بستان، وبعد وقت قصير تمم وعده الذي وعد قبل موته بأنه يقوم من الأموات. ففي اليوم الثالث نهض قائما من بين الأموات كالمسيح المقام والرب الحي وبذلك بدد خوف أتباعه وشكوكهم (لو 24: 13 - 49 ويو 20: 11 - 21: 22). وظهر لهم مرارا وتكرارا مدة أربعين يوما وفتح أذهانهم ليفهموا الكتب ووعدهم بإرسال الروح القدس ليعزيهم ويرشدهم ويؤيدهم بقوة من لدنه ليكونوا شهودا له مبتدئين من أورشليم إلى أقصى الأرض (أعمال 1: 8). وبعد أن حقق لهم أنه قد دفع إليه كل سلطان في السماء وعلى الأرض (مت 28:
8 1)، أرسلهم لكي يتلمذوا جميع الأمم (مت 28:
19). بعد أن وعدهم بأن يكون معهم كل الأيام، إلى انقضاء الدهر (مت 28: 20). ثم بعد ذلك صعد إلى السماء وقد رفع يديه وباركهم (لو 24: 5).
فاختتمت حياة يسوع المسيح على الأرض بهذا النصر النهائي وتم فيه ما أعلنه الرسل يوم الخمسين " إن الله قد جعل يسوع هذا الذي صلبتموه أنتم، ربا ومسيحا " (أعمال 2: 36).
(٨٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 864 865 866 867 868 869 870 871 872 873 874 ... » »»