قاموس الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٨٦٨
أيضا في وضوح وجلاء وفي قوة ويقين بأن النصر النهائي له (مت 16: 27 و 28) ولذا فلا ينبغي أن يتسرب الخوف إلى نفوس أتباعه أو ينتابها شئ من الوجل (لو 12: 4 - 12 و 32 - 34).
وقد بلغ إعلانه نفسه لتلاميذه الذروة في التجلي على الجبل عندما رآه أتباعه الثلاثة المقربون في مجده الإلهي (مت 16: 1 - 13 ومر 9: 2 - 10 ولو 9:
28 - 36). ولأنه جاء ليتمم الناموس والأنبياء، ظهر معه موسى ممثل الناموس، وإيليا ممثل الأنبياء في مجده قبل أن ييمم شطر أورشليم للمرة الأخيرة ليواجه آلام الموت ويحتمل الصليب لأجل خلاص البشر. وأعلن صوت الله من السماء مرة أخرى قائلا: " هذا هو ابني الحبيب له اسمعوا. " (ز) ازدياد العداء له:
فالمسيح وقد أعلن ذاته لتلامذته وأقروا هم بأنه بالحقيقة ابن الله (مت 17: 1 - 3 مر 9: 2 - 10 ولو 9: 18 - 20). بدأ من ذلك الحين يعدهم إعدادا قويا واضحا جليا لمهمتهم العتيدة بصفتهم نواة كنيسته وأعضاؤها الأولون، فعلمهم حقائق كثيرة عن طريق مباشر وفي صورة أمثال ثم استمر في إعلان قوته الإلهية وسلطانه السماوي في شفاء المرضى (لو 14: 1 - 6 و 17: 11 - 19)، وفي فتح أعين العمي (مر 10: 46 - 52)، وفي إعانة من كانوا في محن قاسية وإنقاذهم منها.
فنمت المقاومة ونما عداء حكام اليهود وقادتهم له وسار حقدهم عليه شططا من سئ إلى أسوأ (لو 14:
1) فقاموا بكل حيلة ووسيلة لكي يرقعوه في فخاخهم حتى يحطموا سيطرته على الجماهير وقوة تأثيره عليهم ولكي يجدوا علة عليه ليسلموه للسلطات الرومانية لتنفيذ حكم الموت فيه (مت 19: 1 - 3 ولو 11: 53 و 54). وقد وجه إلى أعدائه تحذيرات غاية في العمق وغاية في الهدوء والسكينة، وقد ألقى على مسامعهم تعاليم كان ينبغي أن تنفذ إلى قرارة نفوسهم لو كانوا يفقهون. وكان هدفه في هذه جميعها أن تتغير قلوبهم، ولكن ما كان منهم إزاء هذه التعاليم وإزاء كل أعمال الرحمة والاحسان وشفاء المرضى وإقامة الموتى (يو 11: 41 - 45). إلا أن الهبت قلوب غالبية الفريسيين والكتبة وآخرين من قادة اليهود وزعمائهم بنيران الحقد عليه والكراهية له (يو 11:
46 - 53).
(ح‍) الأسبوع الأخير في أورشليم:
دخل المسيح أورشليم جهارا كالمسيا المنتظر وسط هتاف الجماهير (مر 11: 1 - 10 ويو 12: 12 - 19 وغيره). فدخل إلى الهيكل وطرد الصيارفة والباعة ومن يتجرون في الأبقار والأغنام والحمام من ساحة الهيكل الخارجية فأظهر نفسه بأنه المسيا المنتظر حقا صاحب السلطان السماوي المطلق (لو 19: 45 و 46 ومت 21: 12 - 16). وكانت النهاية تقترب. وقد كشف المسيح في هدوء وتؤدة وبغير ما عنف أو قسوة رياء مضطهديه (مت 23: 1 - 39 ولو 20: 45 - 47)، بينما كان يعلم في الهيكل في تلك الأيام المليئة بالأحداث (مت 21: 33 - 44 و 22: 1 - 14 ومر 12: 1 - 12 ولو 20: 9 - 47). وتنبأ بما يحل بشعب اليهودية وبأورشليم وبالهيكل (لو 21: 20 - 24 وما يليه)، في أوقات الخطر المقبلة، وقد حذر تلاميذه
(٨٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 863 864 865 866 867 868 869 870 871 872 873 ... » »»