قاموس الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٨٦٧
بالنبوات عن المسيا المنتظر وأن هذه النبوات قد تمت فيه، رفضه قومه وأهل بلدته (لو 4: 16 وما يليه) من بعد هذا اتخذ يسوع كفرناحوم مركز بث دعوته ونشر رسالته، وبقيت كفرناحوم مركزا له مدة تزيد على سنة كاملة من خدمته: فكان يعلم في كفرناحرم وفي أنحاء أخرى من الجليل ويعمل المعجزات (مت 4:
2 - 14: 13 ومر 1: 14 - 6: 34 ولو 4: 14 - 9:
11 يو 4: 46 -: 5 وغيره. وقد أظهر سلطانه وقوته في عالم الأرواح وهزيمة الشيطان وجنوده (لو 8: 26 - 39 و 9: 37 - 45 وغيره) كما أظهر قوته على الجسم البشري وعلى الأمراض الجسمانية والروحانية (مت 8:
1 - 17 و 9: 1 - 8 وغيره). كما وأظهر قوته على الحياة والموت (لو 7: 11 - 17 ومت 8: 18 - 26).
ثم أعلن في النهاية أن له سلطانا تاما على مصير البشر الأبدي وأظهر في الموعظة على الجبل وفي غيرها من تعاليمه سلطانه الفريد على إعلان شرائع ملكوت الله وقوانينها (مت 5: 1 - 7: 29 وغيره).
وعند ما أظهر سلطته العظمى بوصفه المسيح المنتظر، أظهر أيضا محبته الفائقة وحنانه الذي لا نظير له على مصابي الجسد والروح (مت 9: 1 - 8 و 18 - 22 ولو 8: 43 - 48 وغيره). وقد أعلن مرارا وتكرارا بأنه قد جاء ليطلب ويخلص ما قد هلك، وقد استعمل سلطانه الإلهي في مغفرة الخطايا (لو 5: 20 - 26 و 7: 47 - 50).
وقد اختار من بين تلاميذه وأتباعه اثني عشر ليكونوا تلاميذه المقربين (مت 10: 1 - 4 ولو 6:
12 - 16). وقد علم هؤلاء ودربهم ليكونوا رسله.
وقد علم سامعيه بسلطان، ولم يبد عليه قط أدنى خوف من أعدائه من حكام اليهود والفريسيين فزاد هذا من قوة تأثير معجزات الشفاء التي أجراها والدلائل الأخرى لقوته وسيطرته على الخليقة (لو 4: 33 - 41 ومر 5: 1 - 42 وغيره). وقد ذاعت شهرته بسب هذه التعاليم والمعجزات والقوات بين جماهير الجليل (لو 4 : 40 - 42 و 5: 15 و 26 و 6: 17 - 19). وقد وصلت هذه الشهرة إلى الذروة في معجزة إطعام الخمسة الآلاف (مت 14: 13 - 21 ومر 6: 30 - 44 ولو 9 : 10 - 17 ويو 6: 5 - 13). وكان هذا دليلا قاطعا واضحا على أنه المسيح المنتظر بحيث عزمت الجماهير على تتويجه ملكا (يو 6: 15).
(و) تعليمه الاثني عشر وتدريبه إياهم:
بعد أن رفض يسوع أن يتوج ملكا أرضيا (يو 6.
26 و 27). تركته الجماهير حتى أن بعضا من تلاميذه تركوه ومضوا عنه (يو 6: 66 و 67) فذهب إلى منطقة صور وصيداء وقيصرية فيلبس (مت 15: 21 و 16: 13 ومر 7: 31 وغيره). ولكن لم يمكن أن يختفي عن الأنظار، فلما عاد مرة أخرى إلى البلدان القريبة من بحر الجليل شفى كثيرين وأعان كثيرين في محنهم وأطعم الجماهير بمعجزة لأنه تحنن على الجموع وأشفق قلبه عليهم (مت 15: 29 - 39). ثم ترك الجموع مرة أخرى وذهب على انفراد مع تلاميذه وسألهم ذلك السؤال الخطير: " وأنتم من تقولون إني أنا؟ " (مت 16: 15) فتكلم بطرس بالنيابة عن الرسل أجمعين قائلا " أنت هو المسيح ابن الله الحي فبدأ يسوع منذ ذلك الحين يعد تلاميذه للحادثة الجلل التي تنتظرهم في أورشليم (مت 16: 21 - 26). ولكنه علمهم
(٨٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 862 863 864 865 866 867 868 869 870 871 872 ... » »»